حوار مع نفسىي بقلم الكاتبة والأديبه سمر حمود

حوار مع نفسى
بقلم الكاتبة والأديبه سميرة حمود
إلى تلك النفس التي تبحث في صمت…
يا نفسى
أعلم كم طالت وقفتك على عتبة السؤال،
كم مرّة ظننتِ أن الطريق سيفتح حين تفهمين،
وقرأتِ، وسمعتِ، وطرقت أبواب السماء والأرض ، لكن السكون ظل قائماً…
لا بأس ،
فأنتِ لستِ في ضياع… بل في رعاية تامة لم تدركيها بعد.
التوقف أحيانًا رحمة،
والتأخّر في الجواب حكمه،
هو تعليم من الله بلغة لا تُشبه الكتب.
يا نفس،
ليس كل تأخير عذاب،
أحيانًا هو لطف متنكر،
يريد أن ينقي روحك من ضجيج التعلق،
ويمهدك لقربٍ لا ينتزع بعده يقين .
الله لم يتركك في هذا العمق لتغرقي ،
بل ليصنع منكِ روحًا تعرف كيف تبحر حتى بلا بوصلة،
تثق أن الموج وإن خاف،لن تُغرق سفينة تحملها عناية الرحمن
يا نفس،
كل وجعٍ مر بك، كان يحمل رسالة،
وكل دمعة ، كانت تعبر عن شوقٍ لأن تمسك يدكِ بلطف من السماء.
أنتِ لستِ وحدك، لم تكوني يومًا.
هناك من يمسك بكِ في الخفاء،
من يحملك برفق حين تنهارين في صمت.
من يكون لك السند في لحظات الضعف
من يمسك بيدك في أعمق لحظات الألم دون كلمات.
فاطمئني…
الخذلان من الخلق ليس نهاية،
بل دعوة أن تتعلمي الوفاء من الخالق وحده ،
ان تكتفي بالله وان تنزعى اي تعلق بغير الله.
ردّدي في سرك:
“يا رب.. إن ضللت فاقبض قلبي إليك،
وإن تعبت.. فاسندني بك،
وإن نسيت.. فذكرني بك،
ولا تتركني لي”
فهو أحنُّ من أن ينسى قلبًا ناداه في الظلمات .
“ان الله لطيف بعباده الصالحين”