الجزء الرابع و الأخير  حيدر الأداني الحلم المكسور

الجزء الرابع و الأخير 

حيدر الأداني 

توثيق قصتي  من الجبل إلى الخيمة… و من الخيمة إلى الحلم المكسور

هذه القصة التي كتبتها تتكون من ثلاثة أجزاء: “كيف نجوت من الموت”، “من نار الجبل إلى خيام الإنتظار”، و”بين الخيام والحلم المكسور”.

 ليست سردا عاديا ، بل شهادة حقيقية وواقعية بلا إضافات عاطفية ، تُروى كما حدثت ، و كما عشناها تماما .

أكتبها اليوم كي أشجّع كل الناجين من الإبادة الجماعية التي وقعت بحق الإنسانية في جبل سنجار قبل عشر سنوات أن يكتبوا قصصهم كما هي : بلا تجميل ، بلا حذف ، بلا خوف .

ليكتبوا كيف غابت الإنسانية عن بقعة جغرافية صغيرة ، كيف مات الأطفال عطشا و كيف رحل الشيوخ جوعا و كيف اختُطفت النساء ومن بينهنّ طفلات صغيرات و بيعنَ في أسواق العبيد …. و كل ذلك فقط لأننا كنا مختلفين .

ليكتبوا كيف نجوا من الجبل و كيف عاشوا سنوات طويلة في جحيم الخيام . كيف مرّت الأيام داخل قطعة قماش لا تقي من حرّ الصيف و لا تحمي من برد الشتاء و كيف طال الإنتظار وسط المجهول .

أتذكر في أحد أيام الصيف القائظة ، كنت جالسا داخل خيمتي لا أستطيع التنفس من شدة الحرارة ، فكتبتُ هذه الكلمات : 

يسكنُ في الخيمِ أيتامُ الوطنْ 

وأنا ابنُك يا وطنُ  فلستُ يتيما 

أعيشُ الآن في هذا الجحيمْ

 لأني مختلفٌ ، رغم أني أعطيتُكَ 

أجملَ ما لديّ باختلافِ ألواني

كنت أقصد بـ”أيتام الوطن” أولئك الذين لا يملكون وطناً ولا يعيشون تحت سقف دستور يحميهم أو علم يمثلهم يعيشون كأنهم مهاجرون في بلدانهم .

كتبتُ هذه القصص لتصل إلى الجيل القادم كما عشناها دون تحريف أو تزييف ، و لتكون شهادة إنسانية صادقة ، تقول للعالم : 

الإنسانية يجب أن تكون فوق كل المبادئ و القيم  و دعوة كل الأديان و المذاهب و الإنتماءات.

علينا أن نتعلم من هذه المأساة درسا واضحا (الحرب لا تنتصر ، بل تدمّر ) . تقتل و تسرق الطفولة و تحطم البيوت  و تزرع الخراب في كل زاوية .

من أشعل الحرب و من التحق بالجماعات المتطرفة لن ينتصر . حتى وإن طالت الحرب سينكسر و يسحق في جحيمها . الحق دائما ينتصر حتى وإن تأخر .

يجب أن ندرك أن تنوع الثقافات و المذاهب هو ثروة و جمال ، هو جوهرة الحياة .

كلّ فرد يؤمن بطريقته و كلهم يريدون أن يعيشوا بكرامة على أرضهم .

فكونوا أهل خير ووئام لنعيش معا على هذه الأرض و نتذوّق طعم الحياة… كي لا تتكرر مثل هذه المآسي مرة أخرى .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى