الناتو يضغط على ألمانيا لتعزيز قواتها بـ7 ألوية جديدة وسط تصاعد التهديدات

في خطوة تعكس تصاعد القلق داخل حلف شمال الأطلسي، طلب الناتو من ألمانيا تزويده بسبعة ألوية إضافية، ضمن خطة جديدة لتوسيع قدراته الدفاعية في مواجهة روسيا.
ويأتي هذا الطلب كجزء من أهداف الحلف لتشكيل ما يصل إلى 130 لواء عسكري بحلول عام 2030، في أول تحديث كبير للخطط الدفاعية منذ نهاية الحرب الباردة.
كما كانت ألمانيا قد تعهدت سابقًا بتوفير 10 ألوية، لكنها حتى الآن لا تمتلك سوى ثمانية، مع خطة لإنشاء لواء تاسع في ليتوانيا، يُتوقع أن يصل إلى جاهزيته الكاملة بحلول 2027.
ويواجه الجيش الألماني تحديات متزايدة في تلبية هذه المطالب، في ظل نقص في عدد الجنود، حيث لا يتجاوز عددهم حاليًا 180 ألفًا، أي أقل من الهدف المحدد سابقًا والبالغ 203 آلاف جندي.
وفي محاولة لسد هذا العجز، أعلن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس عن نية برلين رفع عدد أفراد الجيش إلى 230 ألفًا.
والضغوط الجديدة رافقها تحرك ألماني لزيادة الإنفاق العسكري، بما في ذلك تأسيس صندوق بقيمة 100 مليار يورو لتحديث البنية الدفاعية، وتعهد بالوصول إلى إنفاق يعادل 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2032، وهي زيادة ملحوظة عن هدف الناتو الأصلي البالغ 2%.
وتكتسب هذه التحركات بُعدًا استراتيجيًا خاصًا، خاصةً مع نشر ألمانيا لقوات دائمة في ليتوانيا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، في رسالة واضحة إلى موسكو بأن الناتو يعيد ترتيب صفوفه.
لكن برلين لا تزال بحاجة لتوسيع قدراتها في مجالات حيوية، أبرزها الدفاع الجوي، حيث تقلصت منظومتها من صواريخ باتريوت بعد إرسال بعض الوحدات إلى أوكرانيا، ما يجعل مضاعفة هذه القدرات ضرورة لتلبية متطلبات الحلف الجديدة.
التحول الجاري في السياسة الدفاعية الألمانية يعكس تغيرًا أعمق في استراتيجية الحلف ككل، إذ يستعد لمرحلة أكثر توترًا في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد التهديدات على حدود أوروبا الشرقية.
بقلم: أماني يحيي