محمد كمال قريش يكتب: الحياة مع الهزيمة عار.. ومع العار موت

ليست مهارة من الغرب، بقدر ما هي سذاجة منّا، نحن الشرقيين. ما زلنا نصدق كلامهم، ونتعهّد بعهودهم.
صدق الإيرانيون ترهات وتخاريف ترمب حول السلام، وثرثرته بشأن التفاوض، وأنه — من أجل ذلك — يُمهلهم أسبوعين ثم يُقرر ما إذا كان سيوجه ضربة لهم أم لا.
في الوقت ذاته، والجميع يعلم، كان ترمب يحشد قواته في المنطقة استعدادًا للضربة. ومن المعروف أن الأميركيين لن يسمحوا لأي قوة في الشرق الأوسط أن تتجاوز قوة ابنهم المدلل “الكيان القذر”، لأن في ذلك نهاية له. لكن الإيرانيين لم يحذروا، وركنوا إلى خشية الأميركيين على مصالحهم وقواعدهم في المنطقة، وظنوا أن تهديدهم باستهدافها سيردعهم.
فوجئ العالم هذا الصباح بضرب ترمب ثلاثة مواقع نووية إيرانية، باستخدام قاذفات ومقذوفات، في سيناريو عرفه العالم كله منذ بداية الحرب. ومع ذلك، نُفذ السيناريو كما خُطّط له تمامًا.
أما الحديث عن منح ترمب جائزة نوبل للسلام، فليس إلا تمويهًا وخداعًا، واستراتيجية سياسية لكسب بعض الوقت، وإبعاد فكرة انخراطه في الحرب عن أذهان الإيرانيين. ثم يعلن لهم أنه رجل حرب، لا رجل سلام.
لكن المثير والمدهش — بل والمقزز — أن يخرج ترمب بعد تلك الضربة العدوانية المنتهكة لكل القوانين والأعراف الدولية، ليتحدث عن السلام، وأن طهران هي من تُعرقله!
على إيران أن تستدعي تاريخها، أن تستحضر روح ملكها كورش، وأن تعتمد أسلوب شمشون الجبار: “عليَّ وعلى أعدائي”، فالحياة مع الهزيمة عار، ومع العار موت.