تربية الأطفال على حب القراءة .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب، الحمد لله فارج الهم، وكاشف الغم مجيب دعوة المضطر فما سأله سائل فخاب يسمع جهر القول وخفي الخطاب أخذ بنواصي جميع الدواب فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب، وسبحان من انفرد بالقهر والإستيلاء، واستأثر بإستحقاق البقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شيك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله ثم أما بعد، وكما أن هناك بعض البرامج التعليمية الجيدة، وذلك من خلال المكتبة والقراءة حيث أن حب القراءة والشغف بها مما ينبغى أن يتربى الأطفال عليها.
بل إن من أهم ثمرات أى برنامج تربوى هو أن يربى الأطفال على حب القراءة، فالأطفال سيكونون بإذن الله تعالي طلابا للعلم الشرعى فى المستقبل، والقراءة والإطلاع والبحث من أهم أسلحة طالب العلم، وإن من الأساليب العملية التي تجعل الأولاد يحبون القراءة هو أنه يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة فـي نفس الطفل، وتربيته على حبها حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها، وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، فقد أثبتت البحوث العلمية أن هناك ترابطا مرتفعا بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي، وهناك مقولات لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها أن الإنسان القارئ تصعب هزيمته، وإن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة، ومن أسباب نجاحي وعبقريتي أنني تعلمت كيف أنتزع الكتاب من قلبه.
وسئل أحد العلماء العباقرة لماذا تقرأ كثيرا؟ فقال ” لأن حياة واحدة لا تكفيني” وكما أن القراءة تفيد الطفل في حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة، وتكسب الطفل حسا لغويا أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل، كما أن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، وقراءة الطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه، وأشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب فـي نفس الطفل، وإن غرس حب القراءة في نفس الطفل ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب فـي نفس الطفل، فإن الأب اذا علم أولاده كيف يحبون القراءة، فإنه يكون قد وهبهم هدية سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟
وخصوصا فـي عصر قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة والألعاب الساحرة التي جعلت الطفل يمارسها لساعات متواصلة؟ فعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ” متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم ” رواه مسلم، وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا أيها الناس توبوا إلى الله وإستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة ” رواه مسلم.