فوضى الشارع المصري… بين بلطجة مستشرية وغياب أمني مقلق بقلم عبير الزلفى  

فوضى الشارع المصري… بين بلطجة مستشرية وغياب أمني مقلق

بقلم عبير الزلفى

لم يعد الشعور بالأمان في الشارع المصري أمرًا مضمونًا، بل أصبح ترفًا يتمناه المواطن وسط حالة من الفوضى الأمنية المتصاعدة. البلطجة، السرقة، حوادث الطرق، وتقاعس الشرطة عن أداء دورها، كلها مظاهر تتزايد يومًا بعد يوم، لتترك المواطن في مواجهة الخطر دون حماية حقيقية.

واقع لا يمكن تجاهله

في كثير من الأحياء، خاصة الشعبية والعشوائية، أصبح الخارجون عن القانون يسيطرون على المشهد. البلطجية يفرضون “إتاوات”، يحملون الأسلحة، ويعتدون على الناس دون خوف من الملاحقة. أما السرقة فباتت تجري على الأرصفة وأمام المدارس والمواصلات، وكأنها سلوك يومي معتاد.

وعلى الرغم من أن هناك جهودًا أمنية تُبذل، فإن غياب الشرطة عن الشارع أصبح هو الأصل، لا الاستثناء. المواطنون يتساءلون: أين الأكمنة الأمنية؟ أين الضابط الذي كان يقف عند كل تقاطع؟ أين الاستجابة السريعة للبلاغات؟ بل أكثر من ذلك، لماذا يتعامل بعض أفراد الشرطة ببرود مع شكاوى الناس؟

رسالة إلى المسؤولين: أين دور الدولة؟

السكوت عن هذا الوضع لم يعد ممكنًا. على الجهات المعنية أن تدرك أن الأمن ليس مجرد شعارات أو حملات موسمية، بل هو خدمة يومية، ومسؤولية وطنية، وحق دستوري لكل مصري. يجب:

1. تفعيل الوجود الأمني في الشارع عبر دوريات منتظمة وكثيفة، خاصة في المناطق التي تشهد جرائم متكررة.

2. محاسبة الضباط المقصرين، وتشجيع النماذج المخلصة من رجال الشرطة.

3. إعادة الثقة بين المواطن ورجل الأمن من خلال أسلوب تعامل محترم وإنساني.

4. دعم أقسام الشرطة بأدوات المراقبة الحديثة (كاميرات، نظم تتبع، وربط آلي بين البلاغات والاستجابة).

رسالة إلى الشباب: لا تكن جزءًا من الفوضى

إلى شباب مصر، أنتم قوة هذا البلد ومستقبله. لا تسمحوا لأنفسكم بأن تكونوا جزءًا من هذه الفوضى، ولا تبرروا التعدي على القانون بأنه “رد فعل على الظروف”. قاوموا السلبية بالصوت الحر، بالكلمة، وبالمشاركة:

شاركوا في حملات مجتمعية لمواجهة البلطجة والتحرش.

أبلغوا عن أي حادث تشاهدونه ولا تتجاهلوا دوركم كمواطنين.

طالبوا بحقكم في الأمن علنًا، بوعي وبلغة مسؤولة.

حلول مجتمعية مقترحة

مبادرات أهلية بالتعاون مع الشرطة لإنشاء نقاط رقابة شعبية مؤقتة في المناطق الساخنة.

تفعيل دور الإعلام لتسليط الضوء على المناطق المنسية أمنيًا، والضغط لتحسين أوضاعها.

تشجيع ثقافة الإبلاغ وعدم الخوف من التهديد، وهذا لن يحدث إلا بوجود حماية حقيقية للمبلغين.

استخدام التكنولوجيا، مثل تطبيقات الهواتف للإبلاغ عن الجرائم لحظيًا.

الأمن مسؤوليتنا جميعًا

الأمن ليس عبئًا على الشرطة وحدها، لكنه مسؤولية دولة ومجتمع. وعلى الجميع – من المسؤولين إلى الشباب – أن يدركوا أن التخاذل اليوم سيفتح الباب لفوضى قد لا يمكن السيطرة عليها غدًا.

إن مصر التي نحلم بها لن تبنى تحت تهديد السكاكين، ولا في ظل فوضى الطرق والسرقات، بل تحت مظلة من القانون، والعدالة، والمحاسبة، والوعي المجتمعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى