نسوة من عالم أخر .. من كتاب هجوم الغربان

بقلم / محمد ابراهيم الشقيفي
لن أطير منفرد الأجنحة مع سرب غير متكافئ و لن أبحر بين أمواج الغضب المفاجئ ولا أصرح أبدا بكلمات قد تزج بى إلى غابات الأدغال ثم أضطر بعدها أسفا و أبحث لنفسي عن وسيلة أحمي بها هشاشة وضعي المتهالك وأنا وحيداً أوجه شراسة الصراع مع الباطل مقيدة سريرتي بالأصفاد .
صدري يضيق أختنق كثيراً فقد أوجعتني عصا الضلال وآثار الأفكار المشوشة و تلك الألغاز الموضوعة بين خلايا ملكة النحل والعسل حلو المذاق .
لكن من أصدق حديثاً من الله حتى أسدل الستار من غير خوف و دون نقاش استدل من الحق عن عنصر الحقيقة استلهم جانب الصواب استظل تحت ثمار حكمته حتى يتساقط على جبين الجائع حبات عرق الشفاء أختصر قبل أن أحتضر فقد ضيق الخناق على رئتي الهواء لا توجد بصيرة تجلس بجوار مقعد الحقيقة العارية لكن حتماً سوف تدور الدوائر حول صنيع صفوة الأوائل من النساء و يكرم من مشى خجلاً على استحياء و يبجل الذي بلغ منازل العفة وأخلاقهم رمزاً للأجيال المقبلة وشعبة من حلقات الثراء المفقود بين رمال الصحراء لقد برزوا كل محاسن الجمال بإعطاء الأمم أروع الخصال هيا بنا نذهب نرى الورع فى مرآة التقوى نسبح فى بحار الماضي نتعرف على حال الأنثى فى مقصد مشيها وعفة لسانها وطاعة زوجها وتربية أبناءها والاعتناء بوالدة بعلها والبسمة التي تدل على أنها فى غاية السعادة من فضيلة الاعتدال. لقد أبرزت عقيدة الرباط المقدس المرصع بالأخلاق الإيمانية إن المرأة تلتف حولها الأنوار من طاعة متصلة بروح زوج طائع هكذا كانت تعبر الأسرة بفضلها إلى بر الأمان .
انهن نسوة ترتدى قلوبهن عباءة الخجل ولباس الأدب وخاتم الحكمة بين اصبعيها مكتوب عليه الخمس صلوات منقوش عليه خمس كلمات ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف .
السكن ثم السكن لا المساكنة المودة والرحمة يقضيان على أصعب الظروف فلا مجال للخوف بعد الحفاظ على الحدود.
العبرة من القصص هى عظات النفس فقد غضت بعض نساء العصر الحديث أبصارهن عن أفعال فضليات كوامل كأم موسى الكليم ومريم العذراء وخديجة بنت خويلد التى لم ترفع صوتها قط على المبعوث بالحق رحمة للعالمين.
ألم نتعلم من محاسن أخلاق فاطمة الزهراء ويقين امرأة فرعون وإيمان زوجة أيوب الصابرة رغم قسوة البلاء عليهن كلهن لكنهن قد علمن البشرية كيف تكون تضحية النساء من أجل بناء المجتمع والأخذ بيد الرجال دون نبرة استعلاء وند وسخرية كل هذا نوع من أنواع الجهاد ورقي ورقة فى العلاقات.
أما يومنا هذا و رغم وجود أقطاب العلماء بيننا إلا أننا أمام حرب أخلاقية غير عادية وأمور تحدث بلبلة و أفعال مثيرة للشفقة نحن فى عهد الفتن بشتى أنواعها و الواجب على كل عاقل منا أن يلزم الحكمة خيراً من أن يستسلم و يفسد عليه الجهلاء قيام الليل وتعبده بالنهار .
أما عن الجانب الآخر الذي يبحث عن كبش يفتدي به فكره المريض و يبرر من خلاله حماقة أفعاله المعيبة عجباً على من ينصب نفسه فقيها و قاضياً يحكم على من يعارضه بالفشل و يكون مصيره الإقصاء عن الإنسانية ثم يصبح بين عشية وضحاها المفكر العقلاني من أهل الجاهلة يتهم أنه رجعى الفكر كل هذا العقاب من أجل أنه قد تجرأ و سخط على الافتراءات إن المرسوم النسائي فى عزلة تامة عن التراث العربي
تتساءل النفس لماذا الهرج ولمصلحة من موجة الغضب العارمة ضد الرجال ما هذا اللغط وأين كانت هذه الآراء منذ عقود مضت هل وقعت فى غيابات الجب أم تاهت سفينة الأسرة فى محيط الحرمان إننا بلاشك فى محراب واحد لو تزعزع استقراره هدم المعبد فوق الرؤوس وما خرج منه حى .
البيت بلا أعمدة مثل الخلاء مشاع للجميع يذهب إليه من يشاء يفعل كيفما يرغب دون قيود فلا تنسوا الفضل بينكم ومن أجل ماذا شرعت الحدود.
أيتها النساء الحرية ليست تعرى ولا تدنى فى الأخلاق لا تشقى ولا تمل من حسمت قضايا البيت بالحب والعطاء لا تذل من قاتلت من أجل وحدة بناء الصف الواحد المرأة هى القبطان الحقيقي والمعنوي للمجتمع . الدفة فى يد الرجل ليس تطاول أو عنصرية ولا أفضلية بل إن القوامة فى مجملها رعاية وواجب مشمول بالحماية.
الفتى الذي يحارب وقت الشدة حتى لا تقع الأنثى فى فخ منصوب بخيوط العنكبوت هو صفوف صفوة المقاومة أيتها النساء لستم من عالم أخر عودوا إلى مواقعكم احتموا داخل حصون منيعة لا فى خندق مكشوف احرسوا أنفسكم من القيل والقال وذل السؤال والحوجة إلى اللئيم قبل أن تحدث الفتنة و يهلك الحرث والنسل تحلوا بالإيمان والصبر تذوقوا الرقى من بلاغة الإقناع.