ترقب في كييف وأوروبا لإعلان الرئيس ترامب بشأن روسيا والكشف عن مساعدات لأوكرانيا

تترقب الأوساط السياسية والدبلوماسية في أوكرانيا وأوروبا ، اليوم الاثنين، إعلانًا وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “كبير” بشأن روسيا، وذلك في ظل تصعيد روسي غير مسبوق شرق أوكرانيا وتزايد الغموض حول مستقبل الدعم الأمريكي لكييف.

وكان ترامب قد كشف في مقابلة مع شبكة NBC News : “أعتقد أنني سأصدر إعلانًا مهمًا بشأن روسيا يوم الاثنين”، فيما اعتبر على نطاق واسع ، تلميحًا إلى تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه الحرب الروسية في أوكرانيا، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف من المواجهات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا.

ويأتي هذا الإعلان المرتقب فيما تتواصل الهجمات الجوية الروسية العنيفة وتحقق موسكو تقدمًا تدريجيًا على الجبهة الشرقية، بينما تواجه أوكرانيا تحديات في استمرار تدفق الدعم العسكري والاستخباراتي من واشنطن، لا سيما في ظل مؤشرات على فتور متزايد في التزام الإدارة الأمريكية الحالية تجاه الملف الأوكراني، بحسب تقرير لصحيفة “كييف أندبندنت”.

وبالتزامن مع الاعلان المرتقب من قبل الرئيس الأمريكي، من المقرر أن يلتقي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته مع ترامب في واشنطن اليوم، في لقاء قالت مصادر دبلوماسية إنه سيخصص لمناقشة “الدعم المستقبلي لأوكرانيا وموقف الحلف من التصعيد الروسي”، وكان الرئيس ترامب قد أشار أيضا ، في مقابلته مع شبكة “إن بي سي” ، إلى أنه توصل إلى اتفاقية مع حلف الناتو بشأن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا في مقابل دفع الحلف قيمتها بنسبة 100 % ، وتشمل إرسال المزيد من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا.

وفي كييف، تسود أجواء من الترقب والقلق في ظل غياب أي وضوح حول فحوى إعلان ترامب.. ورغم التحسن النسبي في العلاقات بين الحكومة الأوكرانية والإدارة الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة، تخشى كييف من احتمال اتخاذ ترامب قرارًا بتقليص الدعم أو الانسحاب من جهود الوساطة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يغير مسار الحرب جذريًا.

وفي العواصم الأوروبية، يتابع القادة عن كثب تطورات الموقف الأمريكي، وسط محاولات لتكثيف الجهود الدفاعية وتعويض الفراغ المحتمل في حال انسحاب واشنطن من دعم أوكرانيا، وكان قادة الاتحاد الأوروبي قد حذروا في أكثر من مناسبة من أن “أمن أوروبا على المحك” إذا ما خفت الحضور الأمريكي في الحرب.

وعلى الرغم من عدم إحراز تقدم ملموس في جهود التوصل إلى اتفاق سلام، فإن الرئيس ترامب يرفض حتى الآن فرض ضغوط إضافية على موسكو من خلال عقوبات جديدة.

وفي هذا السياق، أعلن كل من رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثيون، في 9 يوليو، أن الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي مستعدون للمضي قدمًا في مشروع قانون يفرض عقوبات أشد على روسيا، وكذلك على الدول التي تواصل شراء الوقود الأحفوري الروسي.

غير أن مسؤولاً كبيرًا في الإدارة الأمريكية أبلغ صحيفة “بوليتيكو” أن الرئيس ترامب لن يدعم هذا المشروع إلا إذا احتفظت السلطة التنفيذية، أي الرئيس، بالقرار النهائي بشأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يلقي إعلان ترامب المرتقب بظلاله على ملفات عدة، من بينها مستقبل العقوبات المفروضة على موسكو، واستمرار حزم المساعدات العسكرية، ومشاركة الولايات المتحدة في جهود السلام.. كما يتزامن الإعلان مع مشروع قانون جديد في الكونجرس يقترحه السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، يهدف إلى فرض تعريفات جمركية على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي.

وبينما لم تصدر أي تفاصيل رسمية عن مضمون الإعلان حتى الآن، تشير تقديرات مراقبين إلى أن ترامب قد يتجه إلى أحد خيارين: إما إعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا مع حزم إضافي تجاه روسيا، أو اعتماد مسار جديد يعيد رسم دور واشنطن في النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وتبقى أنظار كييف، وأوروبا، والعالم، شاخصة نحو البيت الأبيض بانتظار ما سيقوله الرئيس الأمريكي خلال الساعات القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى