دينا فهمي الروبي: أُرَسِّخ صورة مصر في قلوب الآخرين.. بريشة وهوية

بين ضوء الشمس على النيل وصدى المعابد القديمة، وبين نهر الهان وأشجار الكرز، تنسج الفنانة المصرية دينا فهمي الروبي قصصًا صامتةً بألوان ناطقة، رسامةٌ لا تكتفي بالرسم، بل تبني جسورًا بين الشعوب والثقافات، وتعيد تقديم مصر إلى العالم بلغة بصرية لا تحتاج إلى ترجمة.

في معرضها الفردي “من النيل إلى الهان” الذي احتضنته العاصمة الكورية سيول مؤخرًا بمقر السفارة المصرية، احتفت دينا بمرور ثلاثين عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا، أكثر من خمسة وأربعين عملًا، جمعت فيها بين الرمز المصري والخط العربي، والروح الشرقية الآسيوية، بل ودمجت تقنيات الواقع المعزز لتخلق تجربة فنية لا تُنسى.

عندما أُعرض أعمالي خارج مصر، لا أُقدّم فقط لوحات، بل أُقدم ذاكرة شعب وهوية حضارة، أرسم وكأنني أُرسل رسالة حب وتقدير للعالم كله، هكذا وصفت الفنانة تجربتها، مضيفة الخط العربي عندي ليس مجرد حروف، بل طيفٌ من المعنى، والرموز ليست للزينة، بل وسيلة لحوار صامت بين حضارتين عريقتين.

من باريس إلى روما، ومن فيينا إلى سيول، حملت دينا مصر معها، وأثبتت أن الفن قوة ناعمة قادرة على اختراق كل الحدود، وقد كرّمت دول ومنصات دولية عدة مسيرتها، فأُطلق عليها لقب “Art Ambassador” تقديرًا لتمثيلها الثقافي الراقي، كما كُرّمت بالمتحف المصري الكبير في ملتقى “Empower Her Art” لتكريسها الفن كأداة تمكين للمرأة.

وعن استخدام التكنولوجيا في أعمالها، تقول الواقع المعزز ليس فقط أداة تقنية، بل بوابة جديدة للحواس، أريد أن يرى الزائر العمل، ويشعر به، بل ويعيشه بكل أبعاده.

أما عن لحظة الوقوف أمام العلم المصري في بلد بعيد، فتختصرها بكلمات هو ليس مجرد علم، بل حضور كامل للوطن، وألواني في تلك اللحظة تتحول إلى كلمات صامتة، تقول للعالم: هذه مصر، بتنوعها، بتراثها، بروحها التي لا تنطفئ.

دينا فهمي الروبي لا ترسم مشاهد بصرية فحسب، بل ترسم مشاعر إنسانية، وتُعيد تشكيل الذاكرة الجماعية في زمن سريع التحوّل. من خلال لوحاتها، تبني مصر نافذتها الجديدة على العالم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى