حادث نيوزيلندا بين التطرف والإسلاموفوبيا
إننا لا نملك إعلاماً حقيقياً يدافع عن قضايا الأمة الإسلامية ويعرف الآخرين بها ،نحن فقط نملك إعلام المسكنات إعلام فضائل الأعمال لكننا وللأسف كأمة مسلمة ليس لدينا إعلام قوي يدافع عن قضايانا

بقلم الإعلامي/ إبراهيم التحيوي
عزيزي القارئ الكريم مسلماً كنت أو مسيحياً أو أيا ما كانت ملتك لقد قال المولى عز وجل في كتابه الكريم “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً”. فقال سبحانه نفسا ولم يقل مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً بل أي نفس.فحرمة النفس عند الله عظيمة .لكن للأسف الشديد حاول بعض المتعصبين والجهلاء وبعض القنوات التلفزيونية الغربية أن تسلط الضوء على ما يفعله بعض المتطرفين في أي مكان في العالم مثل داعش وغيرهم ممن يتقاضوا حفنة من الدولارات لتفجير أنفسهم بأن هؤلاء مسلمين والإسلام منهم برئ. “فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وهذه أبجديات الإسلام أو كل الأديان السماوية الأخرى .لكن التعصب والجهل هما وجهان لعملة واحدة وهي” الإرهاب”.
إننا لا نملك إعلاماً حقيقياً يدافع عن قضايا الأمة الإسلامية ويعرف الآخرين بها ،نحن فقط نملك إعلام المسكنات إعلام فضائل الأعمال لكننا وللأسف كأمة مسلمة ليس لدينا إعلام قوي يدافع عن قضايانا ويحمل هم أوجاعنا ويعرف العالم حقيقة الإسلام الذي يدعوا إلى الحب والتسامح
الإعلام ليس بالأمر الهين ؛ الإعلام يسوق الناس ويوجه أفكارهم ويؤثر في قراراتهم ؛ انظر مثلاً إلى اليهود الذين شيبوا العالم ظلما وإجراما وخيانة وفسقاً كيف استطاعوا أن يظهروا في مظهر المظلوم ويتعاطف معهم معظم العالم وهم أفسد أهل الأرض ؟؟ إنه الإعلام !!
هذه الأمة لا يوجد لها قيادة واحده تحمل همها وتدافع عن مقدراتها وتسعى للقصاص ممن سفك دمها ،إنما لدينا قيادات متنازعة على خمسة أمتار من تراب أو على من سيكون ومن لا يكون .إن وجود القيادة لهذه الأمة أمر هام جدا. فالناس كالغنم الشاتية إن لم يكن لها قائد ذهبت كل واحدة من طريق … لما كان لهذه الأمة قيادة واحدة وواعية تدافع عن حقوقها كان لها شأن وهيبة وكيان ، فقد رأينا كيف جرد المعتصم جيشا لأجل صيحة مسلمة ..
أعلم أن الهجمة شديدة على الإسلام وأعلم يقيناً أن الأزهر الشريف يحمل على عاتقه دائماً مسؤلية الدفاع عن الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض. وأقول الأزهر الشريف لما له من مكانة خاصة في العالم أجمع، ومشهود له بالوسطية وعدم الغلو أو التشدد الذي أدى للبعض بأن يكون سفير ظلام لا سفير سلام.
فما ذنب أناس أبرياء يمارسون صلواتهم في مساجدهم أو كنائسهم أن تراق دماؤهم بسبب متطرف أو جاهل . فاحداث مسجد الروضة ليس منا ببعيد، وأحداث الكنائس والأديرة أيضاً لهي خير شاهد على ما قلته كثيرا أن الإرهاب لا دين له، فلا ينبغي علينا جميعاً أن نضع العبء على دين أو آخر، فالدين واحد ولكنها رسالات سماوية نزلت على قلب أنبياء الله ورسله لإخراج الناس من ظلمات الجهل والتعصب إلى روح الحب والتسامح. ..مش كده ولا ايه؟