الساق الخشبية .. للقاصة نغم الرقب

الساق الخشبية .. للقاصة نغم الرقب

القاصة / نغم الرقب (الأردن)

أحمد طفل شقي لاكن مطيع لوالديه وبحبُ اللعب مع أصدقائه، نادتهُ أمه وقالت لهُ: إذهب يا بني وأحضر لنا الطعام وأحضر الدواء لوالدك لأنه مريض

وذهبَ وهو يركض ويلعب حتى صَدمتهُ سيارة مسرعة ورمتهُ أرضاََ واجتمعَ الناس من حوله وأخذوه إلى المستشفى فجاءَ والديهُ إلى المستشفى مذهولينَ لما أصابَ أحمد وكانت الصاعقة الأكبر أنَ أحمد لَن يَمشي ابداََ وأجريت له عملية مما أفقدهُ القدم اليمنى ولم يمشي حزنت عائلته حزناََ شديداََ وبكت أمه على وَجعِ هذا الطفل الشديد وكيفَ سيواصل مدرسته وهو في هذا الحال وبعدَ عدة أيام قررَ الأطباء خروجهُ منَ المستشفى فَصدمَ أحمد وانهارَ باكياً لأن والده احضر له عكازاََ من الخشب فرمى بها أرضاََ وبكى بحرقةٍ إلا أن أتت أمه وحاولت أن تهدأ من حزنه وقالت له: قضاء الله وقدره وأن استسلمت ستبقى طوال حياتك في هذهِ الغرفة ولن تصلَ إلى أي شيء فأمسكت بيدي ولدها وذهبوا إلى البيت وقررَ أحمد أن يتعلمَ المشي على العكاز فكانت في حياتهِ ليسَ قطعتاََ من الخشب وإنما هيَ في حياةِ أي معاقٍ تَعني أمل وساعد وساق تعني له حياة جديدة لكي يمشي كانت العكاز في حياته كاختراع السيارة والتلفاز من شدةِ أهميتها وأصبح يمشي ويسقطُ أرضاََ كطائرّ كُسِرَ جناحهُ ولم يَقدر الطيران ثمَ بكى وحاول مرةََ أخرى وبقيَ يسقط ويتحدى عجزه فكانت قدمه تجرهُ على الأرض ويجرَ خَلفه قلبهُ الذي تقطع لما وصلَ إليه.. لَم يدخلَ المدرسة بسبب استهزاء أصدقائهُ فكان ينادونه بالأبتر وهوَ يسمع ويتمزقُ ألماََ فقررَ أن يدرسَ ويتعبَ في البيت فكانَت لهُ أخت كبرى معلمة قررت أن تتابع دراستهُ في البيت وأصبح يتفوق من تفوق إلى تفوق حتى إلى وصلَ إلى الثانوية فأحبَ العلم والدراسة وكانَ دائماََ ينظر إلى عكازهِ وارادَ أن يطورها فصنعَ لها ضوءً جميلاً ووضعها على العكاز ووضع عليها أشكالاََ مُزخرفة حتى أنَ كُل من يراها في الليل يرى شخصاََ مضيءً كأنها سيارة وأصبح يوماََ عن يوم يطورُ بِها اكثر إلى أن قررَ أن يضع لها عجلات حتى تساعده على المشي السريع إلى أن تحول إلى كرسي مُتحرك وأوصلَ بهِ الكَهرباء حتى ينتقل به إلى أي مكان بعيد وبسهولة أعجبَ بهذهِ الفكرة مدير المستشفى الذي كانَ يعالجه وقررَ أن يعرضَ عليه عَمل وهوه أن يصنع لهم كمية من الكراسي المتحركة بمبلغٍ كبير وعرضهِ على المرضى فلم يصدق سعادتهُ الكبيرة وأصبح يصنع ويخترع وفي كل مرة يجعل هذا العكاز أو الكرسي المتحرك كالمعجزة، تحرك صاحبهُ أينما توجه ودونَ أي تَعب ولا مساعدةِ أحد. إلى أن كافأته عدة مؤسسات على هذا الأختراع وأصبحَ شخصاََ يصنعُ الحياة لكلِ يائسٍ وانطلقَ ونجحَ وتابعَ عَمله ففرح أهله وأصدقائه وأصبح كل من يراه يفتخر بساقهِ الخشبية التي صنعت منهُ قوياََ في زمن اليأسِ والأحباط..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى