حوار مع معلمة الأطفال الفاضلة / هدى السيد محمد

حوار مع معلمة الأطفال الفاضلة / هدى السيد محمد عبد الغفار

المحاور: د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)

“قم للمعلم وأوفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً”

التعليم فن وموهبة قبل أن يكون مهنة، ينطلق المعلم من خلالها لإثراء حياة المتعلمين بخبرات الحياة، ويغرس فيهم مكارم الأخلاق والقيم والمثل العليا، إلى جانب أنواع المعارف والعلوم؛ بهدف تنشئة أجيال صالحة، قادرة على مواجهة متطلبات وتحديات الحياة.

“إقرأ باسم ربك الذي خلق”

المعلم كنز عظيم وهو أحد أهم أركان البناء بل هو الركن الأساسى في مجتمع يحترم حضارته وتاريخه ويسعى لصعود سلم النجاح بكل ثقة من أجل الاستمرارية على كافة المستويات.

عملية التعلم تعتمد على العنصر البشرى حيث تتطلب معلم إنسان صاحب رسالة سامية يمنح متعلميه – جيل وراء جيل – العلم والمعرفة بكل شرف ومحبة من أجل بناء الأوطان، ومهما احتفلنا بالمعلم لن نوفيه حقه فهو رسول العلم والمعرفة

“وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً”

وَأَمَانَةُ الأَجْيَالِ فِي أَعْنَاقِنَا

دَيْنٌ نُوَفِّيهِ إِلَى الرَّحْمَنِ

تِلْكَ الْوُرُودُ النَّاشِئَاتُ عَلَى التُّقَى

رَيَّانَةٌ مُخْضَرَّةُ الأَغْصَانِ

هَلاَّ أَخَذْتِ بِهِنَّ في نَهْجِ الْعُلا

وَوَقَيْتِهِنَّ حَبَائِلَ الشَّيْطَانِ

حارت بي كلمات الشكر لكل معلم حمل نبراس العلم لبناء عقول فلذات أكبادنا

بعلمك قد علوت اليوم قدراً فقدرك بين كل الناس عالي

لك يا مربي الأجيال و باني الأمة فأنت وراء كل عالٍم

نص الحوار:-

س1: بداية نريد أن نتعرف عليكِ عن قرب.. ونبذة عنك ومجال عملك؟

ج1: اسمى هدى السيد محمد عبد الغفار، حاصلة على ليسانس آداب جامعة عين شمس و دبلومة عام تربوى، من موليد القاهرة، اتشرف بالعمل كمعلمة أطفال للصفوف الأولى ومدربة لمعلمات الصفوف الأولى من التعليم الأساسي، ومشرفة على النشاط الفنى والأدبي بمدرستى، أحب مهنتى جداً وأسعد أوقاتى داخل الصف بين المتعلمين من الأطفال أو فى قاعه التدريب بين المعلمات “العلمُ نورُ اللّه في أكوانه … جعلَ المعلمَ بحرَه المورود”

س2: هل كنت تخططين لنفسك هذه المهنة منذ صغرك ام أنها فرضت عليك؟

ج2: صراحة لم أخطط للعمل كمعلمة، ولم أفكر بالعمل بهذه المهنة خلال سنوات دراستى الجامعية، ولم أتخيل أننى سوف أكون مؤثرة إلى هذا الحد في بناء مستقبل أبنائى من الطلاب، ولكن بعد أن امتهنت التدريس سعدت به وشرفت بالانتساب إلى هذه المهنة، فهى مهنة الأنبياء

س3: كيف كان إعدادك للغرفة الصفيّة في يومك الأول؟

ج3: بسعادة غامرة أقوم باعداد الفصل، وأجهزه بالوسائل التعليمية، وأقسم الفصل إلى أركان لكل مادة ركن خاص بها، وأزين الفصل باسماء التلاميذ الجدد والرسومات والأشكال والألوان المبهجة وأجهز البطاقات التعليمية وتحضير التهئية والاستقبال للأطفال.

س4: ما هي أهم مشاكل تلاميذ المرحلة التي تقومين بالتدريس لها ؟

ج4: هناك مشكلات وعقبات تواجهنى في تعليم وتربية الصغار والتى تعد تحدياً لنا ودائماً أعمل على حلها ومواجهتها ومن هذه التحديات: تعلق الطفل بأمه والبيت فى بدايه العام الدارسي وعدم رغبته في الحضور وتأخر القراءة والكتابةوالبيئة المحيطة للطفل خارح المدرسة وتأيرها على مستواه الدراسي  و  عدم إدارك الوالدين أن هذه المرحلة هى مرحلة الأساس والبناء ومن أهم المراحل و اختلاف المستوى الإدراكى للتلاميذ في الصف الواحد

س5: ما الذي تستطيعين فعله لجذب الأطفال و الإقبال على الدراسة ؟

ج5: أرى معلمة الأطفال في فصلها فنانة شاملة ومخرجة لكل طاقاتهم بأسلوبها وبجذب انتباهم، الابتسامةالمطمئنة جواز سفر لقلوبهم وإعطاء الطفل العطف المرجو وعدم تعنيفة أمام الآخرين وبث روح المرح في العملية التعليمية وجعل التعليم متعة لقلبه مما يولد الرغبة والحماس عنده في التعلم

س6: كيف تثني على الطفل المتعلم؟

ج6: الثناء مهم جداً للأطفال حيث يعزز لديهم الثقة ويحفزهم على الاستمرار ، وطرق الثناء متعددة ومختلفة ومنها الابتسامه و نظرات العين الحماسية و استعمال عبارات التحفيز و التصفيق و جعله قائداً لمجموعته

س7: مَا هو أبرز مَا يعين المعلم على النجاح والتميز؟

ج7: الابتعاد عن المحبطات الهادمة لأى تقدم ويذلل العقبات التى تواجهه في عمله ويعتمد على نفسه و يتقى الله فى عمله، وينمى مهاراته ويحرص على المساواة بين المتعلمين ويساعدهم في حل مشكلاتهم  و  العمل على تطوير الذات و  الإطلاع والابتكار  و الاعتماد على التقنيات الحديثة

س8: هل كل إنسان يستطيع أن يبدع أم الموهبة لها علاقة بالإبداع؟

ج8: أعتقد بأن كل إنسان منا يستطيع أن يبدع لأن النفس البشرية خلقها الله وأعطاها من فضله وبالتدريب المستمر والعمل الجاد يستطيع الإنسان أن يبدع، أما الموهبه فهى فطرة ممنوحة من الله ومن الممكن أن تطمس ولا تظهر للنور إذا لم تلقى الإهتمام والرعاية.

س9: ما هو شكل العلاقة بينك و بين المتعلمين ؟

ج9: علاقة يسودها الود والرحمة والعطف والاحترام المتبادل ومراعة المشاعر، علاقة أم بأبنائها، أحرص على أن أكون مقربة منهم

س10: برأيك ماهي الصفات التي يجب أن يتميز بها المعلم ليكون مثالياً؟

ج10: للمعلم أثره في نفوس متعلميه حيث أن الطفل يقلد ويحاكى ما يتعرض له من مواقف لذلك وجب على المعلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق من حلم وصبر ورحمة وانتقاء الألفاظ عند الحديث، وعدم التنمر بالمتعلمين وأن يكون مبتكر ومجدد في مهنته ومطلع على أحدث طرق التدريس

س11: كلمة أخيرة كلمة منك نختم بها حوارنا ؟

ج11: بداية أود أن أشكر حضرتك د. حاتم العنانى على إتاحه فرصة الحوار الجميل الممتع مع سياتكم. وأختم حوارى هذا بكلام الله – عز وجل:

 إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)

 أشكر أستاذتى وكل من علمنى حرفاً وأوجه لهم كل التحايا و العرفان بالجميل ولمن يضئ الطريق أمامنا ويدلنا على الصواب لنمشي على هدى و نرسم بأيدينا أجمل لوحات الشرف لأبنائنا و لأرض الوطن الغالى ولزملائى بالحقل التعليمى أقول: يكفينا فخراً أننا نعلم الأبناء علم يضئ العقول ويمحى ظلمات الجهل وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

أحمد الله القدير على اختيار لهذه المهمة الغالية واتمنى من الله أن يعيننا على أداء الرسالة في الغرس والبناء وتربية الأبناء

(ما أشرقت في الكون أى حضارة إلا وكانت من ضياء معلم)
والله ولى التوفيق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى