فستانُك .. للشاعر اللبنانى محمد سقر
فستانُك .. للشاعر اللبنانى محمد سقر

الشاعر: محمد سقر (لبنان)

فستانك سلطانٌ جائر،
يقيّدُني بين فكّيهِ،
و يحاوِرْ..
رمى في بستانِ رغبَتي وحياً،
و حينَ تأمّلتُ،
أرادَ قتلَ النّاظِرْ..
فستانُك غيبٌ وقحٌ،
يبلِّلُ المستقبلَ بالحاضِرْ،
و يمضمِضُ سكَّر الحُلمِ،
بِصحوةِ الظّاهرْ..
فستانك يذوي أمامكِ،
و عبَقُ شهوتِهِ يُغري الحرائرْ..
فستانك لا يسقُطُ إذ هوى،
بل يناضِلْ،
و يفرُشُ سُبُحَ الملذّاتِ،
بالفضائلْ..
فستانك لا يستُرُ العوراتِ،
بل يِحييها،
و لا يقتُلُ الشّهواتِ،
بل يُغنيها،
كأحمقٍ، إذ لَمَحَ غريقةً،
لا يَفْقَهُ حالَها،
لا يُنجيها..
فستانك،
حلو المذاق،
صلبُ العِناق،
مجنونٌ بالرّويّة،
مهووسٌ بالنّفاق..
يدّعي أنّه يظهر،
و إذا لاطفتُهُ يَنهَرْ،
إذا احترمتُه ظلّ،
و إنْ عشقتُه أدبَرْ..
و هل تظنّينَ،
يزيدُني فجورُ فستانِك حماقة؟
إنّي هَذَيْتُ إذ لَمَحتُكِ،
و خسرتُ فنونَ الأناقة..
إنّي إذ غازَلْتُكِ يومَها،
فَلَيسَ لأنّي أحمقٌ،
بل قطفتُ من حديقةِ المُجونِ،
درّاقة..
و ماذا أقول عن فستانٍ،
له بقايا كلامي،
و كلّما أُخفي،
صدى حنجرتي له،
و ألوانُ عطفي..
له ما يخرُجُ من مبسَمي طوعاً،
و النّفَسُ إذا ما غازَلَ جوفي..
لهُ رمادٌ زيّن علبة ألواني،
و سرابيلٌ تُجَنُّ في جيوبِ معطفي،
له من قلبك، عطرٌ،
يداعبُ ظلّ الياسمين،
ليختفي..

نشره د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى لوكالة أنباء آسيا)