صدأ على حروف العشق… للأيقونة فدوى المؤدب

صدأ على حروف العشق... للأيقونة فدوى المؤدب

الشاعرة: فدوى المؤدب (تونس)

اشتقت لشفاه المطر وهي تهمس برذاذ كلمات في ذاكرة شرفتي .
ها قد مرّت المواسم دون أن تعير اهتماما لدفتر مذكراتي و قد اكتسحه الشيب من طول الانتظار.
حروف ترهل جسدها من عناق خانق لقلم حبر جفّت أوردته.
نقاط اعوجت من فرط السؤال
و ما عدت أعرف الفرق بين الاستفهام و التعجب.
مددت يدي أناشد السماء حتى تبكيني فإذا بالشمس تعاند غنجا.
أخذت قلم شفاهي الأحمر القاني و رسمت على طيف كريّات سيجارته قلبا داميا ثم نفخت
و تمتمت بعبارات مبهمة.
و فجأة سمعت دويّا كادت تنفطر له أضلعي. السماء مازالت جافة خدودها . من أين تأتي إذن قطرات المطر !
إنّه سقف غرفتي يقطر حنينا لرجل سكن الروح ثم رحل.
هو ام يترك لي مسكِّنا لأوجاعي غير علبة خشبية قديمة بها بعض أقراص من رجولة تعفّنت .
شربت بعضا منها مع نصف كوب من مرّ الصبر ثم استلقيت بفراش الخيال و عانقت وسادة حلم عربي بالصلاة في ربوع القدس .
غدا ستشرق الشمس من الغرب… غدا سيأتي الحبيب…
وصلبت الحروف معانيها بعمود من الشعر المتمرّد.
أين القوافي ؟ أين الجرس!
لا! لا تحتاج المشاعر لقيود تسجنها .
كفاها سجنا ذاكرة من حديد.
يا ليت النسيان يأسرها لتتحرّر من أنفاس رجل خُلِق يوما من رحم أنثى…
وماتت بعدها ألف مرّة على فراش الولادة…

فدوى المؤدب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى