بعد تأكيد الرئيس اليوم ..”الإساءة للأديان” مرفوضة وخبراء يطالبون بتحرك إعلامي ودعوي فى مواجهة “إسلاموفوبيا”

جاءت تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أن الإساءة للأنبياء هي استهانة بقيم دينية رفيعة، لتؤكد ثوابت مصر ومواقفها من الإساءة للأديان والأنبياء باعتباره جرحا لمشاعر الملايين من المسلمين، الذين يبلغ عددهم المليار ونصف مليار مسلم حول العالم، والحرية إذا مست مشاعر الآخرين كما أكد الرئيس فهي تطرف، فينبغي أن تقف الحريات عند حدود الآخرين واحترام الجميع، حيث أن تبرير التطرف تحت ستار الدين محرم ومجرم، وأن التطرف لا يقتصر على دين بعينه ولكنه موجود في كافة الأديان.
كما شدد الرئيس السيسي، خلال فعاليات احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف بقاعة المؤتمرات، على ضرورة تحلي كل مسلم بأخلاق وسلوكيات سيدنا محمد صلى الله عليه وسيلم، فعلى كل من يعيش في مجتمعنا أن يحترم قيم ومبادئ هذا المجتمع، فالمروءة والخلق الحسن لهما السيادة إذا كنا نؤمن بالله واليوم الآخر، ورسالة الإسلام التي تلقيناها من الرسول الكريم جاءت انتصارا لحرية الإيمان.
واستنكر علماء الدين و الإعلام ، نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدين أن الإصرار على هذه الجريمة يرسخ لخطاب الكراهية ويؤجج المشاعر بين أتباع الأديان، ويقف حائط صد نحو بيئة صحية يعيش فيها الجميع على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، ويعد استفزازا غير مبرر لمشاعر المسلمين في مختلف أنحاء العالم، كما أنه كفيل بأن يعرقل جهودا عالمية قادتها كبرى المؤسسات الدينية على طريق الحوار بين الأديان.
الإسلام لا تهزه رسمة
ويؤكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه بالأزهر الشريف، أن الإسلام العظيم لا تهزه رسمة ولا كلمة ولا كاريكاتير، وحالة الغضب التي تنتاب البعض في كل مكان أمر عاطفي، ولكن يجب أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، فقد ذكر القرآن أن المشركين أو الحاقدين أو الحاسدين تحولوا عليه واتهموه بأنه ساحر وشاعر وكاذب ومجنون، وذهبت أقوال المرجفين إلى القمامة الفكرية في التاريخ، ولذلك كان الصحابة عقلاء حيث قيل الكثير من قصائد الذم والهجاء ضد النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم أهملوها.
ويصف أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، الوقائع المتطرفة التي تحدث ضد الدين الإسلامي بأفعال صبيانية وطفولية عبسية، يجب إهمالها وعدم الالتفات إليها لأننا حكماء عقلاء وذهننا راسخ لا تهزه كلمة ولا تنال منه رسمة، مستشهدا بقول الله تعالى: “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا”.
هناك حكمة تقول إذا قابلك باطل وأردت أن يموت هذا الباطل فلا تهتم به، فيؤكد الدكتور أحمد كريمة، أن الأزهر الشريف يقوم بعمل حوار حضارات، والذي حدث من أحد رؤساء الدول في أوروبا هو ضرب في مقتل لوثيقة الأخوة الإنسانية التي حدثت بين الأزهر والفاتيكان، حيث إن تهجمه على الدين يؤذي المشاعر.
ويوضح أستاذ الفقه أن المقاطعة لا تعتبر سلاحا للرد، وإنما تعبير عن غضب، والإهمال التام أفضل، مستشهدا بقول الله تعالى في سورة النجم، “وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى”.
كما يؤكد “كريمة”، أن الإسلام يحترم جميع الأنبياء، وكان بنو إسرائيل تقولوا على سيدنا عيسى عليه السلام وعلى الطاهرة البتول العذراء مريم عليها السلام، ولكن كلام المرجفين انتهى تماما وبقى المسيح بطهارته والسيدة مريم، وسيبقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيبقى الإسلام، فالفكر يجابه بالفكر.
الإسلاموفوبيا
هذه الوقائع المتطرفة ضد الإسلام والمسلمين، ترسخ ما يطلق عليه “الإسلاموفوبيا”، وتؤكد أن هناك حملات ممنهجة تروج في الدول الغربية تحت سمع وبصر حكوماتها، ويستغلون في ذلك ما يفعله الإرهاب من عمليات قتل وتدمير في البلاد الإسلامية نفسها، لتصوير الإسلام والمسلمين كأنهم وحوش، رغم أن الإرهابيين بعيدون تماما عن سماحة وإنسانية الدين الإسلامي.
حرية الإعلام
هناك مفهوم خاطئ لحرية الإعلام عند هذه الصحف، فحرية الإعلام شيء والتعدي على قدسية وأديان الآخرين شيء آخر، وحرية الإعلام ليست مطلقة ومقيدة بمهنية وأخلاقيات ولابد من خلالها الحفاظ على القيم والمبادئ في المجتمعات، وعدم التعدي على حدود الأديان، هذا بحسب ما أكده الدكتور محمد المرسي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة.
ويوضح أن حرية الإعلام تعطي للصحفي و الإعلام ي الحق في الانتقاد والمناقشة والتعبير عن الرأي والرأي الآخر، ولكن في حدود لا تتعرض للمعتقدات وأديان وتحافظ على السياسات المتبعة، لأن ذلك يعتبر محاولة ازدراء أديان، يؤدي إلى الاحتقان الدولي وبين الدول والشعوب، وهو شكل مسيء للدولة التي تدافع عنه، كما أنه أمر مرفوض رفضا قاطعا.
وطلب الدكتور محمد المرسي، من المجلس الأعلى للإعلام والهيئة العامة للاستعلامات، التواصل مع الجهات المعنية فى فرنسا والتشديد على الالتزام بالقواعد المهنية السليمة التي يجب السير عليها، كما طلب منهم سرعة اتخاذ موقف ضد كل من يرتكب مثل هذه الواقعة؛ لأنها تنشر العداء بين الدول الإسلامية والغربية.