قراءة نقدية لرواية “رغبات مهمشة “ (2020) للكاتبة اللبنانية: إخلاص فرنسيس

متابعة محمد سليمان مدير تحرير وكالة أنباء آسيا بايطاليا

قراءة نقدية لرواية “رغبات مهمشة “ (2020) الطبعة الثانية
للكاتبة اللبنانية: إخلاص فرنسيس

إعداد د. أمل بورشك 5/3/2021م
دار يافا العلمية للنشر والتوزيع
غلاف تتماوج فيه ألوان البنفسج وكأنه مبلل بقطرات المطر، ليشكل خطوطا لفتاة بلا ملامح ، فيعكس أثر هدوء اللون الأزرق المتداخل مع البنفسج على القارئ ، ويبث الطاقة في تموج اللون الوردي في حركة الفتاة والناتجة عن تمازج اللونين البنفسجي والأزرق ، فتتجلى الراحة في وقفة الفتاة والأناقة والجمال فيما ترتديه ، فتعكس النبل والفخامة والقوة والشغف الكبير لدى الكاتبة والروائية ” إخلاص فرانسيس ” في نثر معنى رغبات مهمشة على الغلاف دون أن يتطرق القارئ للمضمون ، وتصل إليك رسالتها المليئة بالحكمة والتفاني والوقار والاحترام التي تجذبك لقراءة الرواية أو المجموعة القصصية .
يتسم نظم كلمات الكاتبة والشاعرة إخلاص فرانسيس في كتابها، بالعذوبة والنقاء والفطرة السوية ، فلها شكلا دلاليا تفرضه على حروفها ، وتكشف عن بنية خطابها في كل سطر وكل حرف ، فعلى سبيل المثال في صفحة (90) عتبة بعنوان أشياء وذكرى
مابين مرفأ ومرفأ
هناك قصة وهنا مقعد خال
وهناك ذكرى وهناك دمعة انسكبت …
لتعود وتكتب ” عودة بعد خيبة ” وحتى تصل بك إلى بداية النهاية، و كلما قرأت تتمعن في حرية حرفها وقدرتها على أن تلهب الموسيقى بين حروفها، فينبض نصها بجمالية الطبيعة ورقة الانسان ، فيتحقق الاستمتاع باللغة ونضج الفكر بالقراءة ، والتشويق بتسلسلها المتدفق للأحداث .
فتجد الترابط قويا بين التمهيد وكل عنوان انتقته حتى تنتهي بإقفال نهاية أحداثها، فهي تتقن البنية القصصية والخطاب الداخلي والخارجي وحوار النفس الواضح دون قيود، ولها انتقائية خاصة للمصطلحات التي تتبع دلالاتها في رحلة تكوين الحبكة، وعند النهاية تتمنى لو أن للحكاية بقية ….
فيبقى صدى الكلمة في عقلك وهذه من سمات حروف المبدعين الذين ينقلون الطاقة لقرائهم، ويعملون على إعمال الفكر ليتأملوا ما حولهم ، فيبدؤون في فتح أبواب التغيير المناسبة ….
مثال صفحة ( 231)
وأنين الحنين لم ينبثق وجودي يوما، المطر والشجر البحر والحياة في خريفي أتعلم معنى وجودي بين أحضانك، عاشق تثير حواسي ، فأجدني أنثى مثخنة بجراح الهوى ،
…” أيها الغريب ،
يامن تشق حياتي كبرق ،
فيستجيب جسدي بارتعاد النشوة ،
موطني عيناك،
وصدرك معبدي ،
وشذى صوتك
نورك هيكلي ،
… كلك جميل
وكلي لك الآن …..
في كل كتاب تتجلى بصمة الكاتبة المميزة والمفعمة بالحياة، تطلق الحرية لأفكارها لتعمل على إنارة الدروب وتصحيح ما فات إصحاحه، جريئة بأدبها، حرة بحركتها، حذرة في قفزها وتخطيها الحواجز، فهي تمتلك صهوة الابداع التي تتنقل بها من صورة إلى صورة، حتى تجد أن كل أجناس البشر بين يديك.
بارك الله في مداد قلمك،
وننتظر المزيد من ألوان إبداعك ،
وفقك الله وحماك .
دكتورة أمل بورشك
5/3/2021م.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى