كورونا”التباعد الاجتماعي” ومناعة القطيع…

بقلم/عمر العلاوي/المغرب

بعد صراع تاريخي بين الحقول العلمية و المعرفية و ما يمكن تسميته بالتأسيس للمتعارف عليه ” علماويا ” – مع إدخال الأنا العارفة- بالتجاهل المتبادل على مستوى الباحثين و على مستوى حقول المعرفة ، التقط بعض الساسة ما يمكن تسميته بالاشارات العلمية الاولية و ادخولها عنوة في خطاب التعميم( vulgarisation ) ضمن إطار البحث عن السبق ” الخطابي/ السياسي ” ، لكسب اللحظة دون أي إهتمام لضرورة كسب المصير بكل أبعاده. و تحت ضغط الإنتخابات الرئاسية الأمريكية و ضبابية انعكاسات البريكسيت على المملكة المتحدة، استبق كل من دونالد ترامب و بوريس دجونسون فرضيات الباحثين في كل من علم البيولوجيا و العلوم الإنسانية اللاءي يحتجن، كل على حدة، لضرورة التجربة المخبرية بالنسبة للاولى و المقاربة عن قرب مع المواكبة الزمانية بالنسبة للثانية. ييولوجيا، كورونا فيروس مستجد يتطلب التتبع الكلينيكي لتطوره و آثاره، وضمن علوم الإجتماع هو حالة إجتماعية( un fait social ) تتطلب مراقبة مدى الآثار التي يمكن أن تمارسها على الحياة الإجتماعية بمعناها التنظيمي organisationnel.
العلماء الذين راهنوا على التباعد الإجتماعي كان رهانهم ، بالنسبة للبيولوجيين ، على أن إنتقال العدوى تتحكم فيها المسافة بين فرد و آخر و إحتساب مدى تنقل العدوى و مدى قدرة الفيروس على الحركة مجاليا، و بالنسبة لعلماء الإجتماع كان الرهان على إمكانية مساهمته في تفكيك الحميمية و التقارب الإجتماعي – نجاة البعض و ليس الكل من الجاءحة – من اجل بناء نمط إجتماعي آخر . و بالنسبة لنظرية ” مناعة القطيع ” كانت غاية البيولوجيين أن ضرورة اكتساب المناعة ضد الفيروس تقتضي ضرورة مجابهة الجميع له قصد خلق مناعة ذاتية مضادة له. و بالنسبة لعلماء الإجتماع ، قد تغريهم نظرية مناعة القطيع ” لتصريف” فكرة قديمة مفادها استغوار و معرفة اسباب التحولات الانتروبولوجية للانسان العابر للعصور.
لكن كيف يمكن تفسير تبني قادة العالم لكل نظرية ضمن الأخر؟ و ما هي أسباب تراجع بعضهم عما تبناه قبلا؟
لماذا ترامب راهن على فكرة التباعد الإجتماعي؟ و جونسون على نظرية مناعة القطيع؟ في مواجهة ” نظرية الحجر الصحي ” ذات الأصول الصينية؟
أسئلة تحمل دلالات يختلط فيها العلمي بالايديولوجي و السياسي و كذا الانتهازي الظرفي. و سنعود لذلك لاحقا.
مجرد راي….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى