غلطه

بقلم/صابرقدح ….

إمبراطورية متحركة يجرى وراء السيارات المحملة بقوت أهل البلد .أنزل هنا وأعطى لهذا التاجر ولاتعطى لهذا

يدور فى السوق وكأنه يحدد الأرزاق ليس فقط للتجار الذين يضطرون للسرقة فى الميزان تحت قهر الجهل ولهيب الأسعار التى يحددها الحوت بل ويحدد ماينفد من جيوب المتسوق ومايتبقى فإنه لا يمكن أن يعود أحد إلى بيته دون طعام

يحتكر الراتب وأجرة العامل لايهمه سوى التخمة وفى أخر كل يوم يزداد هرم الفلوس إرتفاعا

كان لايعبأ وهو يرى العبوس يملأ الوجوه الأسفة على نفاذ الجيب دون أن تدرى كيف

تكمل الشهر. لايفكر إلا فى نفسه

‏كان يرى سعادته بحجم الفلوس

‏وفى مرة أخطأ في صفر على اليمين وأخذ التجار وباعوا بضاعتهم عن بكرة أبيها وانتشى السوق وعمت البهجة وجه المتسوق فقد حصل حاجياته كلها دون أن ينفد ماله.

ملأت البهجة صدر الحوت وهويمر أخر السوق ليحصل أثمان بضاعته لأنه لم يجد فائض من البضاعةكالسابق ممايعنى فلوس أكثر وأحس بالصفاء وإحساس لم يعيشه حتى وهو طفل يحبو وحين بدأ فى محاسبة التجار اكتشف الغلطة الكبيرة التي وقع فيها وثار على نفسه يسبها ويضرب رأسه موقنا بفداحة الخسارة التى تترتب على الصفر اليمينى الذى ينقص من كل عملية حسابية

‏لكنه مازال يحس براحة تسرى فى أوصاله وتدغدغ قلبه وحين انفرد بحصيلة هذا

‏السوق كاد يسقط من هول المفاجأة

‏فقد كان الربح أضعاف مضاعفة

‏ صابرقدح