ناصر خليفة يكتب .. الشائعات تدمر البلاد والعباد

 

حرب الشائعات من أخطر الحروب المعنوية بل من أشد الأسلحة تدميرا فهي حرب العقول وتدمير المجتمعات وأعظمها وقعا وتأثيرا، وأصبحت ظاهرة اجتماعية عالمية لها خطورتها البالغة على العالم هدفها أن تقضي على الروح المعنوية في الأمة التي هي عماد نجاح الأشخاص ولها دور هام في التأثير على المزاج والاتجاهات النفسية للإنسان فهي قديمة عمرها بعمر الحروب نفسها، الإشاعات جريمة ضد أمن المجتمع القومي وصاحبها مجرم في حق دينه ومجتمعه وأمته والاستهداف المعنوي وآثارها السلبية على الرأي العام وصناع القرار في العالم واستخدامها في الحرب النفسية يؤدي إلى تضليل الشعوب وتزييف وعيها، وفي الكثير من الأحيان تعجز الشعوب عن التمييز بين الشائعة والخبرنتيجة خلط الحقائق لا تعرف حدود الزمان والمكان استخدمت وسائل متطورة لجذب الانتباه، وداومت على التكرار غير الممل وعلي التشويق وتستخدم في التخويف والكراهية وتحويل الولاءات وتحولت من مجرد شائعة كاذبة من أجل التسلية أو الإثارة أو التشكيك وفقد الثقة إلى حرب كونية لها أدواتها وأسلحتها تصنعها وتستخدمها الدول والدوائر من أجل السيطرة على مقدرات وثروات الدول والأمم وتخريبها، فضلا عن سيطرتها على فكر ومزاج مجتمعاتها وشعوبها ولعل أخطر نوع هي الإشاعات والأكاذيب المصممة بكذب وتضليل وحرفية لإيقاع المجتمعات والشعوب في صراعات الطائفية والعنصرية أو إثارة الرعب واستهدف النظام العام وتكديره لأي دولة والهلع بين المواطنين ويقوم بها أناس ضعفاء غير قادرين على المواجهة ويلجأؤن إلى فعله في الخفاء ولا يستطيعون أحيانا الظهور

واجهت مصر في الفترة الأخيرة حربا شرسة من الإشاعات كانت هدفها بث روح اليأس وإضعاف الروح المعنوية لدى الشباب والإحباط وفقد الثقة في مؤسسات الدولة وتشكيك المواطن في كل ما تفعله الدولة وتحريضه عليها واستخدمت وسائل إعلام معادية وأجهزة دول ووسائل التواصل كل أنواع الإشاعات التي هدفها التفرقة بين الشعب المصري ولعل ما يميز العصر الحديث إشاعات ضرب النماذج الناجحة والقيادة وتعمد اهانتة وتروج الإشاعات عليه بكل الأساليب غير الشريفة ورائي الشخصي أن الإعلام الغربي بأنواعه ووسائله هو مصدر كل ذلك وتم تصديره لدول الشرق الأوسط عن طريق عملائه بهذه الدول والأساس أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية أو المرتزقة أو ما يطلقون على أنفسهم معارضة وهم كل البعد في رائي الشخصي عن ذلك، لأن المعارض ينتقد للبناء وليس للهدم وشاهدنا بمصر هذه الفترة الكئيبة وظهور أشخاص المشهد بكل قبح فلا يوجد معارض يحرض على محاولة إسقاط الدولة أو المؤسسة العسكرية وهدم وحرق وقتل وتخريب.

وبكل أسف تم استخدام معظم معارضي دول الشرق الأوسط بما فيهم مصر ودعمهم ماليا وتكنولوجيا وأصبحوا عبيدا لهم تماما وباعوا أوطانهم وهم أنفسهم لا قيمة لهم الآن حتى عند من استخدمهم وأضروا بالبلاد والعباد ونأمل ألا نرى هذه الوجوه مرة أخرى فالخائن لدينه ووطنه لا فائدة منه. مرت أم الدنيا مصر بتحديات كبيرة من الداخل والخارج ولكن اجتهدت واقتربت من النجاح كثيرا من خلال الوعي الوطني لخلق حالة من الفهم الصحيح للأمور وامتلكت نظم على قدر عال جدا من التطور والدقة وهو ما يمكنها من كشف هذه المخططات والتصدي لها من خلال عملية التشريح الإلكتروني لفصل المزيف من الحقيقي وعلى البيت والمسجد والأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام دورا كبيرا في الحفاظ على سلامة المجتمع من شرورها

وعدم التساهل في نقل الكلام وبث الأنباء لا سيما في أوقات الأزمات، وعدم التهويل والإثارة في التعليقات، والمبالغة في التحليلات المشبوهة، وأن يكون للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام دورا كبيرا في هذه الحرب التي تستهدف الدولة المصرية من خلال رفع الوعي لدى المواطن وخلق حالة الوعي الشعبي وخبراء التكنولوجيا لرفع الوعي التكنولوجي من هنا لا يلتبس على المواطن الحق بالباطل فينحرف عن الصواب ومن هنا ندرك خطورة هذه الحرب ضد الأمة وأمنها ومجتمعاتها مما يتطلب ضرورة التصدي لها وأهمية مكافحتها، والتخطيط لاستئصال جرثومتها، وارى من خلال متابعتي أن الدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل مؤتمراته أو لقاءته يحث على رفع حالة الوعي للمواطن وأهميته وفعلا لأن الوعي أي المعرفة أو المعلومة والمعلومة تحارب وتقتل الإشاعات وتحافظ على أمن واستقرار العباد والبلاد.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى