هي ( الفوضى الأمريكية الخَلّاقة ) .. بقلم د. على أحمد جديد

هي ( الفوضى الأمريكية الخَلّاقة ) .. بقلم د. على أحمد جديد 

مرة ثانية يفشل مايسمونه

(مجلس الأمن الدولي) باعتماد قرار حول التطورات في الأراضي الف.لس.طي.نية المحتلة . وهذا الفشل الأممي وراءه كما هي العادة المعروفة “فيتو” أمريكي .

وبعد أقل من 48 ساعة على فشل إقرار مشروع روسي (إنساني) بشأن قطاع غ.زة ، يفشل المجلس الأممي باعتماد مشروع قرار برازيلي (الرئيسة الدورية للمجلس) ، بسبب استخدام الولايات المتحدة “الفيتو” .

“الفيتو الأم.ري.كي” جاء ضد مشروع قرار كان يحث “جميع الأطراف” على الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي ، ويدعو إلى (هدنة) إنسانية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق .

وبهذا يؤكد (الأ.مر.يكي) وقوفه ضد أي قرار إنساني لتكون حروب (الفوضى الخلّاقة) مستمرة كما هي ضغوطه في أوكرانيا ، وليعلن مجدداً في موقفين متزامنين بأنه شريك فعلي في قتل الأوكرانيين و الفلسطينيين .

ما شهدته قاعة مجلس الأمن في نيويورك ، كان تزامناً مع اجتماع الرئيس الأمريكي بكابينت الحرب الإسرائيلي (نت.نيا.هو وغا.لا.نت وغا.نت.س) الذين شدّدوا لبايدن امتثالهم الكامل ، وعلى أن الحرب على غ.زة ستكون طويلة الأمد ولن تتوقف حتى ولو كانت ستستغرق سنوات طوالاً يبرز فيها القتل والدم والخراب . لأن (بايدن) يؤكد على :

“ضرورة البدء بالتفكير في اليوم التالي لها” .

وفي اليوم التالي للحرب الذي أكد عليه ، نجد مؤشراته في نيويورك وما جرى في مجلس أمنها ، حيث التحذير الأممي الذي جاء بكلمة منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط (تور وينسلاند) ، الذي قال : 

– إنّنا نقف على حافة هاوية عميقة وخطرة ، ويمكن أن تغيّر مسار الصراع الإ.سرا.ئيلي – الفل.سطي.ني إن لم يكن الشرق الأوسط ككل .

المنسق الأممي أوضح بأن “المجتمع الدولي فشل بشكل جماعي بعد عقود من الصراع والاحتلال في جلب الأطراف إلى الحل السياسي العادل والمستدام” .

 ونبّه من أنّ : الدبلوماسية اليوم أمر صعب للغاية ، فنحن بحاجة لإتاحة الوقت والمجال لتحقيق السماح بوصول المساعدات الإنسانية (للف.لسط.يني.ين) في غ.زة دون قيود ، وأكد وجوب منع أي توسع إضافي للصراع في المنطقة .

التحذير الأممي جاء بينما كان (كابي.نت الحرب الإ.سر.ائي.لي) وبايدن يضعون شروطاً لإيصال المساعدات ، ويتحدثون عن الحرب الطويلة في وقت يكثف جيش الاحتلال غاراته على غ.زة ويدمر أبراجاً سكنية جنوب القطاع ، وعينه شمالاً على الم.قاو.مة اللبنانية ، ويعتدي على عدة قرى جنوب لبنان ، في إشارات يراها البعض تحذيرية أو استفزازية لتوسيع رقعة الحرب ، وآخرون يرون بأنها مؤشر رعب في قلب كيان العدو من جبهة أقوى بعشرات الأضعاف من تلك المفتوحة جنوباً وفق ما أكدته وتؤكده وسائل إعلام الاحتلال التي كشفت أيضاً عن خطة لإجلاء المستوطنين الإ.سر.ائي.لي.ين من المناطق الواقعة في مسافة تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود اللبنانية ، وعددهم نحو 47 ألف مستوطناً بينهم 23 ألف يسكنون في مستوطنة (كريات شمونا) ، سيُنقلون للإقامة في مؤسسات تعليمية للاحتلال ، وهذا صار موضوع خلاف داخلي (إس.را.ئي.لي) حول التمييز بينهم وبين من نقلوا من مستوطنات غلاف غ.زة الذين منحوا غرفاً في الفنادق وشققاً للإقامة حسب موقع صحيفة (هآرتس) خلال الحديث عن التحضير لاجتياح (إس.را.ئي.لي) بري لقطاع غ.زة لم يعلن موعده بعد ، لكنه اقترب وفق صحفه وإعلامه ، وخاصة مع انتهاء زيارة الرئيس الأميركي لإ.سر.ائ.يل ، والتي وصفتها تلك الصحف بـ”القصيرة والهامة” حيث أعلن فيها عن تقديم الدعم الكبير لإ.سر.ائ.يل بالمال والسلاح .

مال وسلاح أمريكيين ، لم ولن يتوقفا يوماً دعماً لإ.سر.ائي.ل ، وفي الوقت الذي كان يقول فيه بايدن : 

– سأطلب من الكونغرس أن يخصص مساعدات غير مسبوقة لإ.سر.ائ.يل .

كان آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس ينددون بالعدوان الإ.سر.ائي.لي على غ.زة ، كما شهدت أروقته وقفة احتجاجية ، واقتحام عشرات المتظاهرين ضد الدعم الأمريكي للعدوان ، كما أعلن المدير في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية (جوش بول) استقالته من منصبه احتجاجاً على الدعم الأعمى لسلطات الاحتلال الإ.سر.ائي.لي في حربها على قطاع غ.زة ، وهو موقف يعتبر الأول من نوعه في أروقة السياسة الأمريكية المتحيزة تاريخياً لإ.سرائ.يل ، بينما أظهر استفتاء للإعلامي الأمريكي (جاكسون هينكل) ، عن سؤال : 

– من تظنون أنّه قام بـقصف الم.ش.فى الم.عم.داني في غ.زّه؟، لتأتي النتائج ( 92% أجابوا إسـ.رائ.يل)، و( 8% أجابوا حماس) ،ثمّ علق الإعلامي الأمريكي ساخراً موجهاً كلامه لإ.سرا.ئيل :

 “يبدو بأن البروباغاندا لم تعد تُجدي معكم” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى