مقالات

 د.علي أحمد جديد يكتب / حفظ الأمن والسلام الدوليين من أهم مهام (مجلس الامن الدولي) ..ولكن !!

 د.علي أحمد جديد يكتب / حفظ الأمن والسلام الدوليين من أهم مهام (مجلس الامن الدولي) ..ولكن !!
مع دخول الأسبوع السادس من جرائم الحرب التي ترتكبها (إسرائيل) بحق المدنيين من أهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة ، ينجح مايسمونه “مجلس الأمن الدولي” بإصدار قرار لا لايتطرق إلى وقف القتال ، وإنما الاكتفاء بذِكر “هدن إنسانية” يتم خلالهاإطلاق سراح المعتقلين الاسرائيليين لدى المقاومة وإدخال المساعدات ، إضافةً للكثير من التعابير الإنشائية التي تسمعها (إسرائيل) من القاصي والداني وتصمُّ آذانها فلا تنفذ شيئاً يتعارض مع رغبتها بالقتل الوحشي الذي يتخطّى كل قواعد الحروب وكل القوانين الدولية والإنسانية !!. وبالتأكيد فإن القرار الجديد سينتهي إلى سلة المهملات كما كان مصير كل القرارت الأممية السابقة ، وحتى أن ماتقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للجرائم الإسرائيلية ما يلزمها من أغطية تحجب عنها إمكانية المحاسبة أمام المحاكم الدولية المختصة ليهم الكيان الإسرائيلي في شيء ولايمكنه إلزامها بأي شيء .
وبرغم أن القرار لا يلبي حاجة المدنيين الجياع والمرضى والباحثين عن السلام والأمان المفقودين ، فإن المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن التي امتنعت عن التصويت ولم تستخدم حق النقض الفيتو ، لكنها لم تفوت فرصة القول إنها لا يمكن أن توافق على قرار لا يدين حماس ، ولاتزال المندوبة الأمريكية وإدارتها تعارضان صدور أي قرار ينص على وقف إطلاق النار في غزة التي تم تدمير أحيائها ومنشآتها ودور عبادتها ومدارسها ومشافيها ، وعلى مرأى من العالم كله !!..
الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تماطل في الموافقة على اقتراح أي قرار بوقف إطلاق النار ، رغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 68% من الأمريكيين الذين خضعوا للاستبيان يطالبون بالوقف الفوري لإطلاق النار ويدينون الجرائم الإسرائيلية إضافة إلى المظاهرات التي تخرج في العديد من الولايات والمدن الأمريكية ويشارك فيها كل أطياف المجتمع الأمريكي السياسي والعرقي والديني منددة بالجرائم الإسرائيلية ومطالبة بوقف إطلاق النار الفوري ، لكن بايدن وإدرته يكتفون بذكر توصياتهم للحكومة المتطرّفة في الكيان بضرورة احترام قوانين الحرب وعدم اقتحام المشافي وإدخال المساعدات الإغاثية بمختلف مكوناتها في الإعلام فقط ، لأن كل مايصرح به بايدن وإدارته هي للاستهلاك الإعلامي وفي كثير من الأحيان يتراجع المسؤولون الأمريكيون عن أي تصريح قد يوجّه اللوم للكيان الإسرائيلي على جرائم واضحة للعيان ، كما حصل عند اقتحامها لمشفى دار الشفاء الذي لم يوافق عليه بايدن بحسب إدعاءاته، لكنه لايكف عن إدانة حماس التي تخزن السلاح في المشفى لتأكيد الرواية الإسرائيلية التي بات الغرب والشرق يدرك بأنها لا تمت للحقيقة لامن قريب ولا من بعيد .
ومعروف هو التأييد الأعمى للكيان الاسرائيلي من كل من بريطانيا “صانعة الكيان” وشريكتها فرنسا وهما مع أمريكا من الأعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي ، وكذلك هما روسيا والصين اللتان لم تؤيدا الباطل الصهيوني ، ولكنهما خذلتا الحق الفلسطيني !!..
قرار مجلس الأمن الجديد قد يشكل اختراقاً في تعطيل مؤسسة “مجلس الأمن الدولي” الذي من أولى مهامه الحفاظ على السلم والأمان الدوليين ، ويحجم اليوم عن إصدار أي قرار بوقف الحرب ولا يجبر الكيان الإسرائيلي بمدة محددة أو كافية للهدنة الإنسانية المفترضة ، وبالتالي تراوح الأزمة الإنسانية مكانها دون الوصول إلى نقطة من النور قد تكون في نهاية النفق المظلم لضبط الإبادة الجماعية العلنية ، وهذا ما يبقي الرهان على قوى المقاومة الفلسطينية في الصمود وفي إفشال الهجوم البري الإسرائيلي ، دون انتظار أي أمل مما يسمونه (المجتمع الدولي) ولاحتى مما يسمونهم أعراب جامعة الدول العبرية قلباً وقالباً ..
وكا يقول المثل العربي :
     ” ما حكَّ جلدكَ مثل ظفرك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى