مقالات

 زينب محمد عجلان تكتب / ورقة و ألم

 زينب محمد عجلان تكتب / ورقة و ألم
           
        على فكره عنوان المقال صح
إمسك ورقة بيضاء وقلم وإرسم حتى لو شخابيط تعبر بها عن كل اللي حاسس به وأيضاََ إرسم وعبر عما تشعره تجاه الآخرين سواء أكانوا بشراََ أم كان طائراََ ثم إنقل إحساسك على الورقه
إرسم عصفورة خرجت من عشها في الصباح الباكر
وتركت صغارها في العش فوق فرع الشجره – – لتأتي لهم بالطعام كي يقتاتون
لأنهم ليس لهم من يرعاهم سوي أمهم هي حضنهم الدافئ وحمايتهم وضلهم من حرقة الشمس 
ثم إرسم عاصفة شديدة هبت في نفس الوقت مع أمطار غزيرة وبرق ورعد
إرسم معاناة هذه العصفورة الأم ومحاولاتها المميته والضرر الذي لحق بها لأنها مرت بصعاب كثيره وبعزيمتها وإصرارها على الرجوع لصغارها – – إستطاعت أن تخرج منها وأكملت رحلتها للعودة لصغارها لشدة خوفها عليهم من هذا الطقس المرعب
إرسم ملامح العصفورة لحظة خوفها على صغارها وخشيتها علي مصيرهم وهم لا يزالوا صغاراََ ممكن ان تعصف بهم العواصف ويقعوا من العش وهم لا يستطيعوا أن يهرعوا لمكان آخر آمن 
 إرسم ملامح العذاب والألم والخوف الظاهر على ملامحها
ولأن صغارها لم يقدروا علي الطيران فهم في أشد الإحتياج لمن يأخذ بيدهم ويضعهم على الطريق السليم الثابت الآمن
ثم إرسم لحظات الرعب التي يعيشونها خوفاََ من هذه العاصفه والرياح والأمطار في عدم وجود أمهم السند والسد الحامي لهم
            أأكملت – لوحتك ؟
في نهاية اللوحة
إرسم صورة أم تمسك بيديها طفلان صغيران لا يعرفون شيئاََ عن مخاطرالحياة وما يخبؤه لهم القدر ، وما يكيله لهم البشر من شرور – – – أطفال في بداية حياتهم التي من المفروض انهم يعيشوا في مرحلة براءتهم يلهون ، ويلعبون ، ويضحكون ولا يحملون اي وزر
ولا مسؤولية اي شيئ في الحياة
إرسم كل دمعة في عيونهم خوفاََ مما يلاقونه من مذله وعذاب كل لحظه يعيشونها في غياب الرحمه والاحتواء والحب
ارسم صورة الأم وهي تسحبهم من أيديهم وتذهب بهم إلي
         { محكمة – – الاسرة }
نعم هذا المبني الذي أقل ما يقال عنه انه أفظع وأبشع من معتقل جوانتانمو
بالنسبة لمن يذهب إليه مضطراََ
 تأخذ الأم طفلاها لتلقي بهما وتسلمهم لأبيهم كي يتولي مسؤليتهم التي هرب وتنصل منها – – – – وقد حرمهم من مسؤولياته المادية والإجتماعيه ومن حضنه وحبه وحنانه وحمايته ورعايته لهما
تعطيهم الام لأبيهم الذي سوف يتزوج بأخرى ، ولا يعرف شيئاََ عن أولاده لأنه سيتركهم هو الآخر لزوجته الجديده
ولكي تتنحي الأم عن أمومتها و مسئوليتها نحو فلذات كبدها وقطعة من جسدها وتحرمهم أيضاََ من حضنها ورعايتها لهم التي فُرضت عليها وأخذت الأجر مقدماََ على هذه الأمومه من الله الكريم ذو الجلال والإكرام
 وكان أعظم أجر وهو الجنة التي جعلها تحت أقدام الأمهات
وتتزوج الأم برجل آخر وتعيش حياتها ، ويتزوج الأب بزوجة ثانيه
أبوان حقاََ فقدا ثقافة الزواج ، وثقافة الاختلاف وراح كل واحد منهم يلقى باللوم على الآخر
وتنتهي الحياة الزوجية بالطلاق والخاسر هم الأبناء هم الذين يدفعون الضريبة باهظة الثمن 
ويتشردوا الأبناء بين تَحَكم زوجة الأب وزوج الأم
والإثنان يرفضان وجود الأبناء في بيتهما
     لقد توارت الأمومة
                     وإندثرت الأبوه
مع الآسف ولكن ماذنب الأبناء ؟ 
وفي نهاية اللوحة عليك أن تقارن هذه الأم ومشاعر ها وأمومتها
 بالعصفوره الأم تلك الكائن الضعيف الصغير التي رسمتها على نفس الورقة
الآن أحب أن أعترف لك بأن ما رسمته ليس ( بشخبطة ) لا لا يا عزيزي بل إنها لحقيقة وواقع على الأرض يحدث كل يوم وكل ساعة – – أنت فقط جسدتها وتعاملت مع أصحاب هذه المأساه
 { بطريقة الإمتزاج } التي اشعرتك أنك تعرفهم فرداََ فرد وجعلتك تشعر بما في داخلهم وكأنك تعيش معهم اي أنك تمتزج بهم ويحدث بينكم توحد وتناغم 
وفي آخر مقالي أنصحك عزيزي بل أامرك بأن تعلق هذه اللوحة على واجهة جدار
          { محكمة – – الأسرة }
 لترى كل أم وأب حقيقتهم ويقارنوا أنفسهم بتلك الكائن الصغير 
العصفوره التي أكن لها كل تقدير وإحترام لحبها وتضحياتها وقمة تعلقها وإهتمامها بصغارها وتفانيها ذلك لأنها تعرف جيداََ المعنى الحقيقي للأمومه والمحبة والإحتواء
ولكي يري هذه اللوحة ايضاََ كل أب شح وبخل على أبنائه بحضنه وحبه ورعايته ومسؤوليته نحوهم وحمايتهم من غدر الأيام ومن وحوش المجتمع الغير آدمية
وفي نهاية مقالي أحب اسأل أمثال هذان الوالدان أمن الممكن أن تنطبق عليكم هذه الآية الكريمة  
” وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناََ “
أين الوالدان هنا اللذان يستحقان ان يُحسن إليهما ؟ 
~~~~~~~~~~~~~~
كاتبتكم المحبة لكم علي الدوام
                 زينب محمد عجلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى