في الوجع الاخير … رقصت الروح ترنحا .. ورفعت اخر نجمة منطفئة …نفضت غبار السنين عن مقلتين متعبتين … احتضنت هدير الشوق الدامي … خاطبت فلاسفة العصر .. قديما وحديثا … حيث سقط افلاطون في احدى ازقة المدينة الفاضلة.. يبكي اطلال حلمه الجميل … يقبّل زهرة النرجس … التي ذبلت يوم ميلادها .. في ازقة المدن المغلقة … صوت شهيق وزفير … يحرق تلك الاضواء الخافتة … وأنين امرأة رحلت اخر زوارق سعادتها … ليل يشبه لا شيء نعرفه … او نفهمه … قصة لا بداية فيها ولا نهاية ترتقي الى بؤسها فتصفها … يقف المعلم .. يرفع سبابته المعكوفة عجزا .. يردد قصيدة المخاض العسير .. يقسم لطلاب ما حضروا الدرس … بأن الامل قد يصل رغم عمق محيط الاحباط وعتمة النهار العليل … تخرج فيروز بلا صوت … فلقد رحل الصوت مع الحلم الجميل …. تضع اللحن .. تبدأ بالغناء صمتا … صه أيها الليل الطويل …..يا الله ان الارواح قد تعبت … وانت الخلاص وانت النجاة … وانت حسن ظننا الجميل … اللهم نسالك الخلاص … وان ترحمنا … وان تشرق شمس الاصيل