نحن لا ندعو الله إلا عند الحاجة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من سره أن يستجيب الله له عند الشدة، فليكثر من الدعاء عند الرخاء”، ولما تأزم الموقف مع سيدنا موسى استعان بالدعاء، فقال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة:25]. فعلى الفور ثُبت بالإجابة، فقال تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 26].
إحساسك أنك وحدك هو الإحساس أنك كالغريق، الذي يوشك أن يموت غرقا، ويمد يده، ولم يغثه إلا الله، ولم يخرجه من محنته إلا كرم الله وعونه، إذن أنت مفتقر إليه، لأن تكليفات الحياة صعبة عليك، ولن تستطيع أن تقوم بها وحدك.
ومما علم النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه أن يقول بعد كل صلاة: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”، هذا هو الثبات، أنت صليت الظهر، فتحتاج أن تصل إلى العصر، فتقول: اللهم أعني، فوصلت إلى صلاة العصر فتقول: (اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) وهكذا.
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت”.