الدكروري يكتب/ عن فضل العبادة في شعبان

الدكروري يكتب/ عن فضل العبادة في شعبان
الحمد لله ذي العز المجيد والبطش الشديد، المبدأ المعيد، الفعال لما يريد، المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الإنذار بها والوعيد، أحمده وأشكره وأستعين به وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا كفئ له ولا عدل ولا ند ولا نديد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد فاتقوا الله عباد الله وأيقنوا أن التقوى هو العز والنجاة وهو خير ما يدّخر، وأولى ما يُتعظ به ويُزدجر، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن شهر شعبان وقيل أن سبب تسميته هو ما قاله الإمام ابن حجر رحمه الله ” وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام.
وهذا أولى من الذي قبله وقيل فيه غير ذلك” وأما سبب صوم شعبان، فهذه مسألة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا لا نحتاج معه إلى قول غيره فقال ” ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ” فاشتمل الحديث على سببين فالأول هو أنه شهر يغفل عن الصوم فيه، والعبادة في وقت الغفلة ومكانها لبمكان، ويدل لهذا خمسة أدلة فالأول هو قول النبي صلى الله عليه وسلم “سبق المفردون” ثم عرفهم بقوله الذاكرون الله كثيرا والذاكرات” رواه مسلم، وقال الإمام المناوي رحمه الله “المفردون أي المنفردون المعتزلون عن الناس، من فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة، فكأنه أفرد نفسه بالتبتل إلى الله تعالى”
فهؤلاء لما ذكروا الله تعالي وقد غفل غيرهم كان السبق لهم، وأما عن الثاني وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ” أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الأخير، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن” رواه الترمذي، وجوف الليل هو نصفه، وجوف الليل الآخر هو نصف نصفِه الثاني، أي سدسه الخامس وهو وقت النزول الإلهي، ومثل هذه النصوص يتعين حيالها أمران الإقرار والإمرار، فالإقرار الإيمان بما فيها، والإمرار الإيمان الذي لا يعتريه ما يقدح فيه، من التأويل والتفويض والتشبيه، وأما عن الأمر الثالث هو قول النبي صلى الله عليه وسلم “العبادة في الهرج كهجرة إليّ” رواه مسلم، وقال الإمام النووي رحمه الله “المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس.
وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولايتفرغ لها إلا أفراد” وإن السبب الثاني لإكثار النبي صلى الله عليه وسلم الصوم في شعبان أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، والأعمال ترفع كل يوم وكل عام، ففي شهر شعبان ترفع الأعمال كما أخير نبينا صلى الله عليه وسلم، فحري بالمسلم أن يكثر من الصيام في هذا الشهر، فاللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ومن العمل ما تحب وترضى اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، اللهم تول أمرنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم اهدي شباب المسلمين من بنات وبنين، اللهم رد ضالهم إليك ردا جميلا، اللهم جنبهم رفقاء السوء وأصحاب الفساد، اللهم جنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجلعنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين يارب العالمين.