الدكروري يكتب / عن الجفوة والفجوة بين المسلمين

الدكروري يكتب / عن الجفوة والفجوة بين المسلمين

 

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن حادثة تحويل القبلة من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام، وإن من الدروس المستفادة من تحويل القبلة هو التسليم والإنقياد المطلق، فالمسلم عبد لله تعالى، يسلم بأحكامه وينقاد لأوامره بكل حب ورضا، ويستجيب لذلك. 

ويسارع للإمتثال بكل ما أوتي من قوة وجهد، فأصل الإسلام التسليم، وخلاصة الإيمان الإنقياد، وأساس المحبة الطاعة، لذا كان عنوان صدق المسلم وقوة إيمانه هو فعل ما أمر الله والاستجابة لحكمه، والإمتثال لأمره في جميع الأحوال، لا يوقفه عن الامتثال والطاعة معرفة الحكمة واقتناعه بها، لأنه يعلم علم اليقين، أنه ما أمره الله تعالى بأمر ولا نهاه عن شيء، إلا كان في مصلحته سواء علم ذلك أو لم يعلمه، والصحابة الكرام رضي الله عنهم في أمر تحويل القبلة، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوجه في صلاتهم ناحية المسجد الأقصى فتوجهوا وانقادوا، ولبثوا على ذلك مدة سنة وبضعة شهور، فلما أُمِروا بالتوجه ناحية المسجد الحرام سارعوا وامتثلوا، بل إن بعضهم لما علم بتحويل القبلة وهم في صلاتهم. 

تحولوا وتوجهوا وهم ركوع إلى القبلة الجديدة، ولم ينتظروا حتى يكملوا صلاتهم، لقد تحولوا وهم في هيئة الركوع من قبلة بيت المقدس إلى اتجاه البيت الحرام فلقد علمونا رضي الله عنهم كيف نستقبل أوامر وتعاليم الإسلام بهذه الثقة في النهج، وبهذه الثقة في القائد ، قادوا وسادوا وساسوا الدنيا، فما بالنا نحينا أوامر الإسلام وتعاليم القرآن، وشككنا في أحكام الشريعة وتنسمنا فساء الغرب ونقبنا في مزابل الغي والضلال، وإلى متى هذه الجفوة والفجوة بين المسلمين ومنهجهم ؟ وإلى متى نستجيب إلى كل أشباه الحلول ونرفض الحل الإسلامي؟ فإذا كان هؤلاء تحولوا وهم ركوع فأين تحولك الآن؟ وأين استجابتك لأوامر الرحمن؟ فقيل أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم خبر قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فإستشار الناس وأخبرهم.

فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى “اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون” ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، ودعا له به” فلتكن دائم الإستجابة والإنقياد والخضوع لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الصحابة من أول نداء قالوا سمعنا وأطعنا ونداءات القرآن والسنة معنا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ومع ذلك سمعنا وما أطعنا، فنحن نسمع نداءات النهي عن الربا والزنا والخمر والقتل والتخريب والتفجير والتكفير وجميع المنكرات فهل استجبنا لهذه النداءات؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى