د.لبنى يونس تكتب/ نزيف الأعمار لما سمع عكاشة أن سبعين ألفا سيدخلون *الجنة* بغير حساب ، أسرع فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن أكون منهم ، قال : أنت منهم.. فقال آخر : ادع الله أن أكون منهم..قال *ﷺ*: سبقك بها عكاشة.. فبين دخول *الجنة* بغير حساب ، وبين التعرض للحساب والمساءلة لحظة واحدة ، هي التي كانت بين سؤال عكاشة رضي الله عنه وصاحبه.. وهكذا الأمور مع *الله* تفرق فيها *اللحظة* وتؤثر فيها *التسبيحة* وتقدم المرء أو تؤخره دعوة أو دمعة!! أشد الناس ندماً في الآخرة هم *المهدرون لأعمارهم*-حتى وإن دخلوا الجنة!! بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة *آية* وبينهما في العلو مسيرة خمسمائة عام!! رأيت صديقاً لا يوقف تحريك شفتيه ونحن جلوس نتكلم ، لا يكاد يوقفهما عن *التسبيح* حتى انفض المجلس فقمت وبي من الحسرة على نفسي ما الله به عليم ... *الأنفاس الذاكرة* تورث الغرف العاطرة *ومهمل الحسنات* يفرط في عالي الدرجات... *الأعمار تحسب بالأنفاس* والجنة غراسها *ذكر* لا يتعدى طرفة عين.. عكاشة وأصحابه المبادرون يعيشون في الجنة قبل الواقفين بخمسين ألف سنة!! أوقفوا نزيف الأعمار فالمعالي لن يبلغها مُدمن راحة. دكتورة لبني يونس