الدكروري يكتب عن : الأكل والشرب أثناء أذان الفجر

الدكروري يكتب عن : الأكل والشرب أثناء أذان الفجر

 

يا ربنا لك الحمد فبنعمائك تمت الصالحات، لك الحمد أن خلقت الأرض والسماوات، ولك الحمد على ما أنزلت من واسع الرحمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مفرج الكربات، ومقيل العثرات ومدبر الملكوت، وسامع الأصوات ومجيب الدعوات، ونشهد يا ربنا أن محمدا عبدك ورسولك، وصفيك وخليلك، أرسلته بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله، أوصيكم بتقوى الله وطاعته، وأحذركم وبال عصيناه ومخالفة أمره، ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وأما عن حكم الأكل والشرب أثناء أذان الفجر من رمضان ؟ 

فالسؤال يقول في شهر رمضان الكريم مع أذان الفجر، أو أثناء أذان الفجر، هل يسمح بشرب الماء قبل إنهاء الأذان؟ والجواب هو إذا كان الصائم لم يعلم أن الأذان على الصبح، بل كما يؤذن الناس على التحرى وعلى الساعة والتقويم، فلا بأس أن يشرب وهو يؤذن أو يأكل لقمة فى يده وهو يؤذن، لا بأس بهذا لأن الأذان يخبر عن الصبح، مظنة الصبح، ليس براءى للصبح وإنما يخبر عن ما عرفه بالساعة أو بالتقويم، وقد يكون الصبح خرج وقد يكون ما خرج، والله عز وجل إنما أوجب الإمساك بالتبين، فينبغى للمؤمن أن يحتاط وينتهى من سحوره قبل الفجر، قبل الأذان حتى لا يقع فى شبهة، لكن لو قدر أنه أكل شيئا يسيرا مع الأذان أو شرب حال الأذان، فالظاهر أنه لا حرج عليه فى ذلك إذا كان لم يعلم أن الصبح قد طلع. 

وأما عن حكم الجنابة في رمضان؟ فإن السؤال يقول هل الجنابة تبطل الصيام أم لا؟ فإن الجواب هو أن الجنابة لها حالات فإن كانت الجنابة وقعت في الليل، بأن جامع أهله في آخر الليل مثلا ثم أصبح قبل أن يغتسل فلا حرج، والصوم صحيح، والنبى صلى الله عليه وسلم كان يأتى أهله ثم يصبح جنبا ويغتسل بعد الصباح صلى الله عليه وسلم أما إن كانت الجنابة في النهار، يعنى جامع أهله فى النهار، فهذا آثم وعاص لربه، والصوم يبطل وعليه كفارة، إذا كان تعمد ذلك عليه كفارة عتق رقبة، فإن عجز صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكينا، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد، وهذه هي الكفارة في حق من أتى أهله فى رمضان فى النهار، وصومه يبطل، وعليه القضاء قضاء ذلك اليوم الذى جامع فيه أهله فى النهار. 

أما إذا كان الجماع فى الليل ولكنه أصبح جنباً لم يغتسل فلا حرج فى ذلك، وأما عن حكم التقبيل للصائم؟ وإن الجواب هو أنه لا حرج على الزوج أن يقبل زوجته فى نهار رمضان أو أن ينام معها، لكن يتجنب وطأها الجماع، فإنه لا يجوز له الجماع في نهار الصيام، أما كونه يقبل زوجته أو ينام معها في الفراش أو يضمها إليه كل هذا لا بأس به، كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم وهو أفضل الناس وهو أتقى الناس لله وأكملهم إيمانا صلى الله عليه وسلم واستأذنه عمر بن الخطاب في ذلك فأذن له في التقبيل، فالحاصل إنه لا حرج فى ذلك، ويروى أنه استأذنه شيخ يعنى كبير فى السن في القبلة فأذن له، واستأذنه شاب فلم يأذن له، وفي سنده ضعف، وقال بعض أهل العلم إنما كرهه للشاب لأن الشاب أقوى شهوة. 

وبكل حال فالأمر فى هذا واسع، والحديث هذا ضعيف، والأحاديث الصحيحة المحفوظة تدل على أنه لا بأس بالتقبيل للزوجة مطلقا، سواء كان الزوج شيخا أو شابا، لكن مع الحذر من الجماع، إذا كانت شهوته شديدة ويخشى إن قبلها أن يقع في الجماع لا يقبل، أما إذا كان لا، يملك نفسه، يمكن أن يستطيع أن يقبل، يستطيع أن ينام معها، يستطيع أن يضمها إليه لكن من دون جماع فلا حرج فى ذلك كما فعله سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى