إياكم وإضاعة الصلوات في رمضان … بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

 إياكم وإضاعة الصلوات في رمضان … بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، روي عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات أيبقى من درنه شيء؟ أى بمعنى هل يبقى على جسده شيء من الأوساخ أو القذارة؟ قالوا لا، يا رسول الله، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا” رواه البخارى ومسلم، وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” تحترقون تحترقون، أى بالذنوب والمعاصى، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها

ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم شيء حتى تستيقظوا” فإذا فعلت ذلك تنام طاهرا مبرأ، فإنه فضل الصلاة، وأحذر من تضييع صلاة الفجر والعصر لأن كثيرا من الناس يقضون الليلة أمام السهرات الرمضانية التلفزيونية، ويضيعون صلاة العصر لأنهم يعودون بعد العمل فينامون، فتضيع صلاة العصر طيلة أيام الشهر، فأحذر من هذا التفريط، أما صلاة الفجر فمن ضيعها بصفة مستمرة فيخشى عليه النفاق، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء” رواه البخارى ومسلم، وعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

“من ضيع صلاة العصر فقد حبط عمله” رواه البخاري، وهذا حديث في أعلى درجات الصحة، أى من ضيعها من غير عذر شرعى، فإن كنت متعبا وضبطت ساعة الوقت على أن تقوم لصلاة العصر فحبس الله روحك ونفسك فلم تستيقظ فلا حرج عليك إن شاء الله، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” لا تفريط في النوم” لكن أرجو ألا تكون معتادا لذلك، وعليك أن تحرص، والله عز وجل يقول ” فاتقوا الله ما استطعتم” فاحرص على صلاة الفجر والعصر والعشاء في جماعة في بيت الله تعالى، فضلا عن بقية الصلوات، ولنعلم جميعا أن رمضان شهر الإنفاق والإحسان، فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان” رواه البخاري.

فأخرج زكاة مالك في رمضان لتنال الأجر المضاعف من الرحمن، وأكثر من الصدقة فى رمضان، وتعرف على بيوت الفقراء والمساكين فى رمضان، وعليك أن تجعل ضمن برنامج الطاعة في رمضان، نصف ساعة لتذهب إلى بيوت الفقراء والمساكين فى الليل البهيم لتدخل إلى قلوبهم البسمة والسعادة والسرور، ليملأ الله قلبك سعادة في الدنيا والآخرة، فأنفق ولا تخش من ذى العرش إقلالا، فوالله لن يقلّ مالك من الصدقة، فعن أبي كبشة الأنمارى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ثلاث أقسم عليهن الرسول يقسم وهو الصادق الذى لا يحتاج إلى قسم” ما نقص مال عبد من صدقة، وما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر” فأنفق يا من منّ الله عليك بالمال، فأطعم الطعام في رمضان.

وليس بالضرورة أن يكون إطعام الطعام للفقراء فحسب في بيوت الله، وإنما قدم الطعام ليأكل منه الغنى والفقير والمسافر والمقيم، فأطعم الطعام فإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وهذا شطر من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه الذي فيه “ألا أدلك على أبواب الخير، الصوم جنة، أى وقاية والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى