الشهداء أربعة رجل … بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

الشهداء أربعة رجل … بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، وبعد فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله في أنفسكم، وفي صلواتكم لتفلحوا في دنياكم، ثم أما بعد إن القرآن الكريم قد صور لنا الموت على أنه بدء الحياة، وفى حديث القرآن الكريم عن المجرمين وعن المؤمنين نسمع في كلا الموضعين أن الموت بدء الحياة، وبدء الحساب والثواب والعقاب، وإنه يلحق بالشهداء أيضا من مات حرقا.

ومن مات غرقا، ومن مات مبطونا، ومن مات مطعونا، وعدد من المصاير الفاجعة التي تصيب الناس، والأصل في هذا ما جاء في الحديث الشريف “ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا همّ، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه” فإذا مات مؤمن في حادث من هذه الحوادث المحزنة المتعبة فهو يلحق عند الله بالشهداء، ولكن هل الشهداء تستوى منازلهم عند الله؟ فإنه لا، وإن كانت الشهادة فعلا ختاما حسنا لحياة الإنسان، إلا أن الناس الذين استشهدوا درجات، فقال تعالى كما جاء فى سورة الإسراء ” انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا” وفى حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

“الشهداء أربعة رجل، رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذاك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا، ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوته، يقول الراوي فلا أدرى قلنسوة عمر بن الخطاب أراد، أم قلنسوة النبي صلى الله عليه وسلم، قال ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو، فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجُبن، أتاه سهم غرب فقتله، فهو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة، ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة” وإن الناس درجات، والحساب الإلهي دقيق، والناقد بصير، فيجب أن ننقب في أنفسنا، وأن نعلم مَن نعامل، والشهداء الذين ذهبوا إلى الله تعالى على اختلاف أماكنهم ودرجاتهم.

لهم نماذج في التاريخ القديم والحديث، وما أحوج الأمة الإسلامية إلى هذه النماذج، ما أحوجها أن تعرف من رجالها الكبار، ومن أبطالها الذين تأخذ منهم الأسوة، ذلك لأن أعداء الإسلام ما طمعوا فيه، ولا نالوا منه، ولا تجرؤوا عليه، إلا لأن أمتنا ثشبثت بالحياة على الأرض، وأخلدت إلى الهوى والشهوة، وقاتلت على الحطام الفاني، ونافست فيما لا وزن له عند الله عز وجل، فاللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى