الدكروري يكتب: الشعائر المقدسة الفرعونية

 

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعد إن من مظاهر الإحتفال بشم النسيم هو البيض الملون حيث يرمز إستخدام البيض عند قدماء المصريين لخلق الحياة وإنبعاثها من بين الجماد، فكانوا ينقشون أمنياتهم ودعواتهم عليه ثم يضعونه في سلال مصنوعة من السعف في الشرفات، كي يتبارك بنور الإله الشمس عند شروقه ويحقق لهم ما يرغبون، أما اليوم فقد تطور نقش الأمنيات لمجرد رسوم وألوان وزخارف زاهية.

وقد تطورت هذه النقوش فيما بعد لتصبح لونا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض حيث يعتبر البيض الملون مظهرا من مظاهر الإحتفال بعيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض بيضة الشرق، وبدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع شم النسيم، مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو عيد الخلق حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة ، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد اخناتون الفرعوني، وهكذا بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم عند الفراعنة، أما فكرة نقش البيض وزخرفته، فقد ارتبطت بعقيدة قديمة أيضا إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه.

بحسب زعمهم، فيحقق دعاءهم ويبدأوا العيد بتبادل التحية بدقة البيض، وهي العادات التي ما زال أكثرها متوارثا إلى الآن، وإن الله سبحانه وتعالى اختار لنا الإسلام دينا كما قال تعالى في محكم التنزيل كما جاء في سورة آل عمران “إن الدين عند الله الإسلام” ولن يقبل الله تعالى من أحد دينا سواه كما قال تعالى كما جاء في سورة آل عمران “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين” وقال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار” رواه مسلم، وجميع الأديان الموجودة في هذا العصر سوى دين الإسلام أديان باطلة لا تقرب إلى الله تعالى بل إنها لا تزيد العبد إلا بعدا منه سبحانه وتعالى بحسب ما فيها من ضلال.

وقد أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن فئاما من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم، وذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى، قال فمن؟” رواه البخاري ومسلم، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله” رواه الحاكم، وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم،

وقلدوهم في بعض شعائرهم، واحتفلوا بأعيادهم، وكان ذلك نتيجة للفتح المادي، والتطور العمراني الذي فتح الله به على البشرية، وكان قصب السبق فيه في الأزمنة المتأخرة للبلاد الغربية النصرانية العلمانية، مما كان سببا في افتتان كثير من المسلمين بذلك، لا سيما مع ضعف الديانة في القلوب، وفشو الجهل بأحكام الشريعة بين الناس، وزاد الأمر سوءا الانفتاح الإعلامي بين كافة الشعوب، حتى غدت شعائر الكفار وعاداتهم تنقل مزخرفة مبهرجة بالصوت والصورة الحية من بلادهم إلى بلاد المسلمين عبر الفضائيات والشبكة العالمية الإنترنت فاغتر بزخرفها كثير من المسلمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى