ثقافة العطاء .. بقلم الكاتبة/ الزهرة العناق

 

العطاء هو أحد أعظم الفضائل الإنسانية التي ترسم معالم الرحمة والمحبة في النفوس البشرية.

حين يمنحك الله وسيلة تستطيع من خلالها أن تنفع الآخرين، فإن هذا العطاء لا يقف عند حدود المادة فقط، بل يتجاوزها إلى روحانية أسمى تزرع في قلبك مشاعر سامية لا تضاهيها سعادة أخرى.

إن رؤية الابتسامة التي ترسمها في وجه محتاج، أو الشعور بالراحة التي تمنحها لمن كان في ضيق، هي مشاعر لا تشترى ولا تباع، بل هي هبة من الله لمن يعرف كيف يسخر ما بين يديه لخدمة الآخرين.

العطاء لا يحتاج دائما إلى ثراء أو وفرة في الموارد. قد يكون بالكلمة الطيبة، بالنصيحة الصادقة، بالوقت الذي تخصصه لمساعدة شخص يحتاج إلى دعم معنوي أو نفسي. المهم أن يكون عطاء نابعا من القلب، غير مشروط، ودون انتظار مقابل. فعندما تعطي بدون حساب، ستجد أن الله يكافؤك بأضعاف ما أعطيت، ليس بالضرورة في الدنيا، ولكن بالتأكيد في الآخرة.أن تكون سخيا بما لديك يعني أنك تكرم نفسك قبل أن تكرم الآخرين.

العطاء هو تجسيد حي لمعنى الإنسانية، ووسيلة تعبير عن حبك للخير و تقديرك لقيمة الحياة. عندما تقدم ما لديك، سواء كان ماديا أو معنويا، فإنك تفتح نافذة حب الله في قلوب الآخرين، تملأها بالأمل و تزرع فيها بذور السعادة.العطاء مشاعر تتسلل إلى أعماق القلب، و تغمر الروح بفيض من الرضا والطمأنينة.

الواقع يؤكد أن الذين يزرعون الخير في هذه الحياة، يحصدون بركات لا حصر لها، فيرون انعكاس أفعالهم الطيبة في حياتهم . هم أشخاص يعيشون بهدوء و سلام، لأنهم أدركوا أن سر السعادة الحقيقية يكمن في العطاء دون انتظار، وفي مساعدة الآخرين دون تردد.

فكن كريما، ولا تخش أن تفرغ يديك أو جيبك، لأن العطاء لا ينقص، بل يزيدك غنى في القلب والروح، و يمنحك شعورا بالسكينة و السعادة.

عندما تعطي، تذكر أن أثر هذا العطاء سيظل حيا، حتى لو رحلت عن هذه الدنيا، لأن الخير الذي تقدمه اليوم هو النور الذي سيضيء طريقك اليوم وغدك و قبرك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى