رعاية الأمن والأمان في المجتمع .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب السموات ورب الأرض رب العالمين، وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن رعاية الأمن والأمان في المجتمع لا تتأتى إلا بنشر العلم، وربط الأمة بدينها وعقيدتها والذود عن خصائص وجودها، ولا تقوى سواعدها إلا بإستنهاض شبابها، فهم أمل الأمة في رقيها وتقدمها والحفاظ على مكتسباتها ومقدراتها، فيا أيها الشباب إن الواجب الذي يمليه علينا ديننا ووطننا أن نشتغل بالبناء لا التهديم، وبالجمع لا التفريق، وبالإصلاح لا التخريب. 

متسلحين بالعلم والحلم والصبر، وإن من الحكمة الواجبة أن نتجنب العاطفة الهوجاء، وردود الأفعال المتهورة، والزج ببلدنا في معارك وهمية لا تحمد عقباها ولا يعلم جدواها، مستشعرين ما يحاك لهذه البلاد الطيبة من المتربصين بها في دينها ولغتها وثرواتها، وقال الله عز جل ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون” وإن أمن البلد مطلب ضروري وحفظه واجب شرعي ووطني، وإن وحدة صف الأمة وسلامة منهجها، والحفاظ على قيمها وتكافؤ الفرص أمام أبنائها مسؤولية الجميع رعاة ورعية خاصة وعامة ويقول الله تعالى.

” وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولآئك هم الفاسقون ” فيا أيها المؤمنون يقول الله تعالى في كتابه الكريم من سورة إبراهيم “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها” ويقول في سورة النحل ” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم” فمن نعم الله علينا نعمة الأمن الذي لا يستطيع أي إنسان أن يعيش بدونه لقوله تعالى “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف” وكان دعاء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام “وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام”

وفي سورة البقرة ” رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات” فالأمن يعتبر من مقومات الحياة ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونه كما أخبر بذلك الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم حيث يقول “من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها” إيمان وعافية وصحة وقوت يومي هي من مقومات الحياة الأساسية وإن شئتم أمن غدائي وأمن نفسي وصحة جسدية، فاللهم وفق أولياء أمورنا للعمل بما يرضيك، واجعلهم هداة مهتدين، سلما لأوليائك، حربا على أعدائك ووحد على الحق كلمتهم ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأحبابنا ولجميع المسلمين وصلوا وسلموا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى