تعلّم الكتابة في سن العشرين.. والباقي علمته له الحياة!

كتب/ محمد كمال قريش

 

 

محمد شكري.. هو كاتب ومسرحي ومترجم وروائي وإذاعي ومدرس! وكل هذا بدأ بعد سن العشرين!

وأمّا ما قبل العشرين، فكانت حياة بائسة، يشوبها التخبط والتشوّش. من وهو طفل عرف الشقاء وعرفه الشقاء. عمل صبي مقهى، وحمالًا، وبائع جرائد، وماسح أحذية. وعمل في السجائر المهربة.

فجأة عرف في نفسه أن حياة مثل هذه لا تناسبه، لا التسكع دربه، ولا التشرد والضياع والسجون حياته ومآله. ليقرر الانفلات.

نجى ونأى بنفسه وجسده وأفكاره وتوجهاته وأحلامه، عن مكانه وناسه وأصدقائه ومعارفه. ليجد ذاته الحقيقية، تلك المطمورة تحت طبقات من المآسي والآلام والآثام. ويصنع أسطورته الشخصية.

صار، محمد شكري.صار كما كانت تتوق نفسه، لا كما كانت تسوقه الظروف والأجواء والأشخاص.

أخرج شكري من شقاءه، رائعة من روائع الأدب ونوادره. الخبز الحافي. سطّر من سيرته الذاتية عملًا تُرجم لأكثر من 39 لغة. قال الكاتب المسرحي تينيسي وليامز عن الخبز الحافي: «وثيقة حقيقية لليأس الإنساني، مُحطّمة في تأثيرها».

محمد شكري، الكاتب المغربي، أكثر من ملهم بالنسبة لي كروائي. بل هو على المستوى الإنساني، حالة فريدة، قررت، قاومت، وانتشلت نفسها من قاع الهاوية التي بالفعل كانت مفترشة أدرانها ومتوسدة عفانتها، لتكون كما يجب لها أن تكون. إنسانًا يفكر ويحلم ويُعلّم. سيرة محمد شكري.. معلم كبير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى