يوم الشهيد.. عبد المنعم رياض قصة بطولة وتضحية

اعداد/ رانيا البدرى

تحتفل مصر في التاسع من مارس من كل عام بذكرى «يوم الشهيد »، والذي كرسّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتكريم شهداء مصر، وذلك بالتزامن مع ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق في عام 1969، والذي أطلق عليه “الجنرال الذهبي”، لأنه ضرب أروع الأمثال في الفداء والتضحية من أجل حماية الوطن.

واعتزازًا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن، تحيي مصر في التاسع من مارس من كل عام ذكرى يوم الشهيد تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الذي استشهد بين جنوده على الجبهة، حيث يعد الفريق عبد المنعم رياض واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، فهو شارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 كما أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف.

ولد الجنرال الذهبي في 22 أكتوبر 1919 في قرية سبرباى بمدينة طنطا، وكان والده القائم مقام رتبة عقيد حاليًا محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، بدأ عبد المنعم رياض حياته العسكرية بالالتحاق بالكلية الحربية، التي تخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا.

وشغل الفريق عبد المنعم رياض عدة مناصب ففي عامي 1947 — 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك، كما تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عام 1951، وكان وقتها برتبة مقدم، ثم عين قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية، عام 1953، وفي العام التالي اختير لتولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الإتحاد السوفييتي عام 1958 وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز، وحصل على لقب الجنرال الذهبي وتمت ترقيته في عام 1966 إلى رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا.

وفي 30 مايو 1967، عين الفريق قائداً لمركز القيادة المتقدم في عمان، وأعلن قائداً عاماً للجبهة الأردنية، لكن لم يمض أسبوع حتى استدعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليعينه في 11 يونيو رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها، بعد أن تأثرت بالنكسة.

حقق الجنرال الذهبي انتصارات عسكرية في المعارك والحروب التي خاضها وشارك في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967، كما أنه صمم الخطة 200 الحربية التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر، وكان على يقين أن العرب لن يحققوا النصر إلا في إطار إستراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان وليس مجرد استراتيجية عسكرية.

وفي صباح يوم 9 مارس قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، فأنطلق يطوف المواقع في الخطوط المتقدمة، يتحدث إلى الضباط والجنود، يسألهم ويسمع منهم، ويرى ويراقب ويسجل في ذاكرته الواعية، ويرفع من الروح المعنوية للجنود، ثم قرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق وفجأة بدأ الضرب يقترب، وبدأت النيران تغطي المنطقة كلها، وكان لابد أن يهبط الجميع إلى حفر الجنود في الموقع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى