العافية كنز لا يقدر بثمن

بقلم/ الزهرة العناق

 

حين تستيقظ صباحا، لا تسمح لعينيك أن تبصر الأشياء كأنها اعتيادية. قف لحظة، وقل بقلب خاشع: الحمد لله. فما بين نبضك الهادئ و أنفاسك التي لا تحتاج واسطة، تختبئ نعم لا تحصى. لا تنظر للحياة من زاوية النقص، بل من نافذة الامتنان.

إن شئت أن تدرك حجم ما تملك، فاذهب حيث يقاس الوجع بالأمل. تجول في أروقة المستشفيات، حيث يصارع البعض الحياة شهيقا شهيقا، وهناك فقط ستتعلم أن السرير الأبيض ليس راحة، بل مسرح معركة. ستجد من يبتسم رغم أن جسده خذله، ومن يشكر رغم أن الألم أنهكه.

ثم اتجه بخيالك إلى ساحة الحرب، حيث الأجساد المبتورة لا تعيق الأرواح، وحيث الصبر يمشي على عكازين، لكنه يمشي. هناك أبطال لا نراهم في نشرات الأخبار، لكنهم دروس في الثبات. لم يفقدوا الأمل، بل أعادوا تعريفه.

فماذا عنك؟ ما دمت تملك العافية، فلماذا تتكئ على التذمر؟ كن أنت النملة في عزيمتها، التي تبني جحرها فتهدمه الأقدام، فتعود تبنيه و كأن شيئًا لم يكن. لا تنتظر يدا تنتشلك ما دمت تملك قدمين. ولا تتعلق بأحد ما دمت تملك عقلا وهمة وقلبا ينبض بالحياة.

الاعتماد على الذات شرف، و التجلد بالصبر بطولة، والنهوض كلما سقطت، هو ما يصنع منك إنسانا لا يهزم. احمد الله في قيامك و جلوسك، في كل لحظة، كما يحمده غيرك في الضيق، و انهض، فالحياة لا تنتظر المترددين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى