جبل المغناطيس بين الاسطورة والواقع

بقلم : الاعلامية / د هاله فؤاد
الاسطورة هي شكل من أشكال الادب الرفيع عماده الخيال ، وهي قصة تقليدية
ثابتة نسبيا مصاغة في قالب شعري يساعد على تداولها شفاهة بين الاجيال ،
وهي لا تشير الى زمن محدد بل إلى حقيقة أزلية ،لامؤلف لها بل هي نتاج
خيال جمعي أي هي ظاهرة جمعية تعبر عن تأملات الجماعة وحكمتها وخلاصة
ثقافتها .
والاسطورة تصور أشياء ومظاهر خارقة للعادة ، وخارجة عن المعقول ، وهي ذات
موضوعات شمولية كبرى مثل الخلق والتكوين ، والموت والعالم الآخر .
فهي تعبر عن واقع ثقافي لمعتقدات الشعوب البدائية عن الموت والحياة الأخروية .
ويمكن تعريف الاسطورة أيضا بأنها قصة أو حكاية تمتزج فيها الحقيقة
بمبتدعات الخيال والتقاليد الشعبية .
ومن هذا التعريف ندخل الى موضوع مقال اليوم حيث أن جبل المغناطيس له أصول
في الأساطير .
إن كل الخرائط القديمة لكل الحضارات تصور البياض الموجود فوق القطب
الشمالي بأن به جبل كبير وضخم جدا يقولون أنه من المغناطيس وسط أربعة جزر
وأربعة أنهار عظيمة ، هذا الجبل معروف سابقا باسم جبل ميرو أو جبل الصخرة
السوداء .
لكن الخرائط الحديثة تظهره وكأنه قطعة من الجليد يزعم الكثيرون أنه هو
سبب أغلب الظواهر من انعكاس الاشارات الكهرومغناطيسية لذلك أغلب
الرادارات واللواقط توجه للشمال لأنه يعكس هذه الاشارات وسبب فيها .
إضافة أن الملاحة الجوية والبحرية تجتنب الجبل نظرا لتأثيره .
إن جبل ميروالمعروف أيضا باسم سوميرو أو ماهامرو ، هو الجبل المقدس ذو
القمم الخمسة في علم الكون الهندوسية والجاينية والبوذية ويعتبر مركزا
لجميع الأكوان الفيزيائية والميتافيزيقية والروحية .
وقد تم بناء العديد من المعابد البوذية والجاينية كتمثيل رمزي لهذا الجبل .
أما في الحضارة الصينية فتعد قاعدة عرش سوميرو ميزة شائعة في المعابد
الصينية ، ويكون أعلى نقطة في ذلك الهرم هو سقف متعدد الطبقات على الطراز
البورمي يمثل جبل ميرو .
في البوذية :
وفقا للبوذية الشمس والقمر تدوران حول جبل ميروومع مرور الشمس من خلفه
يكون قد عم الليل . وللجبل أربعة وجوه، كل وجه مصنوع من مادة مختلفة ،
الوجه الشمالي مصنوع من الذهب ، والوجه الشرقي من الكريستال ، والوجه
الجنوبي من اللازورد ، والوجه الغربي من الياقوت .
ويعتقد أيضا أن جبل ميرو هو منزل التنعم بالبوذية .
وفي الأساطير الهندية يشار إلى ميرو كجبل روحاني يقبع في مركز الأرض .
القطب الشمالي المغناطيسي هو نقطة على سطح الأرض تقع في نصف الأرض
الشمالي ويكون عندها اتجاه الحقل المغناطيسي الأرضي عموديا باتجاه الأسفل
، وهي غير ثابتة في مكانها وتتحرك مع مرور الوقت بسبب حدوث تغيرات
مغناطيسية في اللب الخارجي للأرض .
وقد كشفت دراسة جيولوجية حديثة أن القطب الشمالي المغناطيسي ، الذي ظل
قرابة قرنين من الزمان في المنطقة البرية الجليدية من كندا ، يتحرك حاليا
بسرعة أربعون ميلا في السنة متجها إلى منطقة سيبيريا في روسيا.
يوضح الفيزيائي الجيوفيزيائي بجامعة ماريلاند دانيال لاثروب أن السبب
الكامن وراء تحرك القطب المغناطيسي هو الاضطراب في طبقات الأرض ، فهناك
سائل منصهر من الحديد والنيكل في قلب الكوكب ، حيث تولد الحركة مجالا
كهربائيا ، مضيفا أنها تغيرات مشابهة للطقس قد نسميها الطقس المغناطيسي .
ويشير العلماء إلى أن القطب سيستمر في التحرك نحو روسيا قبل أن يبدأ في
التباطؤ ، لكن من غير الواضخ في هذا الوقت ما إذا كان سيعود مرة أخرى نحو
كندا .
ويعد التحرك المستمر للقطب المغناطيسي مشكلة بالنسبة للبوصلة في الهواتف
الذكية وبعض الالكترونيات .
وتعتمد الطائرات والسفن أيضا على القطب الشمالي المغناطيسي كملاحة احتياطية .
وأوضحت التقارير أن هذه الظاهرة بدأت بالفعل في التأثير في شتى المجالات
التي ترتبط بمثل هذا النمط من التغيرات والظواهر البيئية ، وذلك بهدد كل
شئ بدءا من سلامة شبكات النقل الحديثة إلى مسارات الملاحة التقليدية
للحيوانات والطيور المهاجرة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى