بين الظلام المُضيء والإضاءة المظلمة
الاستفادة الإنسانية من قطع التيار الكهربائي

تابعنا جميعًا، بل وعايشنا وتأقلمنا على مناوبات تخفيف الأحمال التي شهدتها مصر على خلفية الموجة الحارقة التي ضربت البلاد، وتابعنا أيضًا ردود الأفعال، والمبررات وراء مناوبات تخفيف الأحمال، ولكن دعنا قارئي العزيز نُفكر في تلك المسألة من زاوية إنسانية اجتماعية بحتة.
ماذا لو قرر كل منّا استغلال ساعة تخفيف الأحمال في أمرٍ مفيد؛ فيمكن على سبيل المثال استغلالها في أخذ قسط من الراحة، أو قيلولة سريعة لشحذ الطاقات، خاصة إذا كان موعد المناوبة بين الساعة السادسة والتاسعة، كما يمكن أيضًا استغلالها للم شمل الأُسرة بجلوس الوالدين مع أبناءهما متحلقين حول “كوباية شاي” يتجاذبون أطراف الحديث حول ما جرى في يومهم، علّنا نستعيد الدفء الأُسري الذي افتقدناه في ظل طُغيان التكنولوجيا والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بل ربما تمكنّا في تلك الأوقات من تجسير الهوة بين الأجيال، وتصحيح ما فَسَد من سلوك الأنجال.
وإذا كانت ساعة المناوبة متأخرة ولنَقُل مثلاً بين الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وحتى بزوغ الفجر، فيمكن استغلالها في تغذية الروح بالصلاة وذكر الله، وربما قراءة القرآن الكريم سواء على ضوء الشموع أو الكشافات، أو من خلال أجهزة الهواتف الذكية، والألواح الإلكترونية (التابلت).
هذا ما أقصده بالظلام المُضيء؛ حيث القيام بكل الأنشطة التي تشغلنا عنها أجهزة التلفاز والهواتف الذكية والكمبيوتر وغيرها، فتصبح الكهرباء والإضاءات سببًا في ظُلمة الروح، وفقدان الشغف تجاه أي شيء.