بقلم الأديبة والشاعرة د/ آيات عبد المنعم سنؤولُ التاريخَ للذكرى.. فذكر.. إن نفعتهم الذكرى لا حاجةَ لي بالمعجزاتِ الآنَ.. لا عصى موسى ولا طيرَ الأبابيلِ، لا ملوكَ ولا جندًا.. لنحتاطَ عليهم أو بهم لن يدخلوا قريتَنا عنوةً، قهرًا.. بيدَ أنَّ الأذلَ منا.. أصبحَ الآنَ الأعزَ! تحطمنا جميعًا في ذرى الريحِ.. كخيلاءٍ لذكرى وآلةٌ للحربِ على مرمى البصرِ.. ساعة تتلظى تلوحُ بألسنةِ اللهيبِ، وأشرعةِ الموتِ.. تستشري تحتَ الأنقاضِ ورائحةَ الهلاكِ بروجَها صرعى هم لا يشعرون.. بطفولةٍ حُملت أجر الرحلةِ.. رهطا من دماءِ السلف قبلَ أن تعتادَ المسيرَ حبوًا تُأخذُ كل سفينةٍ غصبا لا حاجةَ لنا بالصلواتِ إذًا لا لآناءِ الليلِ.. ولا لأطرافِ النهارِ.. نغزلُ من ضنى الحيواتِ نسماتٍ للفجرِ.. ريثما يستفيقُ بنا هبت له النارُ حية تسعى لم يزل شهيدُنا يحيا ولا عزاءَ لكم راح يكرمُ مثواكُم.. في روضةٍ نضاحةٍ بترانيمِ البطولةِ.. وحلوى العهودِ تلك هي جنة المأوى مخضبُ البنانِ بصرخاتِ الثكالى.. يلون التاريخَ برماديةِ الشجبِ ينددُ.. وقطوفَهُ الدانيةَ بعضًا من ثمارِ الأرضِ/ الخلدِ حقائبَ المدرسةِ الملونةَ السملةَ.. وأشلاءَ الدمى في كلِّ دربٍ تينٌ وزيتونٌ.. وحماماتُ السلامِ أغصانُها النضددةُ.. عناقيدُ اللآلىء أم جثامينُ الصغارِ لا تبتلعُ طوفانًا، ولا ترسو على الجودي ولا تقلعُ لها السماواتُ تشفعًا ذرعا فقطْ.. تقتاتُهم والآنينَ صمتًا عالمي رمـــادية فلسطين آيات_عبدالمنعم