أمهلني قليلاََ أيها الموت ..بقلم / زينب محمد عجلان

أمهلني قليلاََ أيها الموت ..بقلم / زينب محمد عجلان
أصبحت أشعر أن الموت بات قريباََ جداََ مني ، وبدأت أراه كسحابة غيم تلوح في الأفق تحجب رؤية النور عني
كدت اتنفسه واشم رائحته كدخان في الهواء يملأ صدري ويسكن بين أضلعي
وقد أوشكت سحابته التي ملأت سمائي أن تمطر حزناََ وألماََ
” ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون “
احفظ هذه الآية عن ظهر قلب ولكني استحلفك
بالله يا سحابة الموت رفقآََ بيََ قليلاََ تمهلي وأجلي مطرك – { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراََ }
ويجعل الله من حزنك ومطرك فرجاََ فلا يزال هناك من يحتاج لقربي بجانبه قليل من محبيني وقد يشتاقون لرؤيتي ويشعرون بحاجتهم اليََ ولمؤازرتي وسندي لهم
فتمهل علىَ أيها الموت قليلاََ
وأخبرك سراََ أيها الموت انا لم أكن مستعده تمام الاستعداد لمقابلة الرحمن
فقد حاولت جاهدة طوال حياتي إرضاء ربي في كل أعمالي والا أقصر قدر إمكاني في القيام بواجباتي نحوه عز وجل
كي يختارني ربي ويصطفيني ويطهرني وينقيني من الذنوب وان يجعلني من الصالحات – – – وينعم عليََ بالجنة التي كم حلمت واشتقت لها وتمنيتها
إني أري نعشي وهو يطير فوق رؤوس من يحملني
وأري حشودا من البشر تسير خلفي
وأراني في رداء أبيض ناصع جميل – – وأراني وكأني أطير بأجنحة كملاك في السماء يشع من حولي عن يميني وعن يساري نور ويملأ قلبي بالسعادة والفرح
والناس تحت نعشي يبكون حزناََ على فراقي ووداعي ههههههه يالا سخريت القدر
دعوني أسألكم يا من تبكونني حزناََ على فراقي
أتبكون على فراقي الآن وتبحثون عني ؟
أين كنتم وقتما كنت أحيا بينكم ؟
كم كنت بحاجه ماسه إليكم كنت أتسول منكم حتي السؤال عني
أوقفوا دموعكم الكاذبة فدموعكم هذه أصبحت كقبلة على جبين ميت لايشعر بها ولا تسعده ولا تعوضه عن ما فقده من حب ومحبه وموده وصداقه وأخوه حرم منها وهو علي قيد الحياة
إطمئنوا كلها ساعات وسوف تنسوني وتنسوا حتى ذكرايا
كم كنت احتاج لرؤياكم
وبعدت المسافات بيننا كثيراََ واخذتكم الحياه لكثرة متطلباتها وشغلتكم عن السؤال عن أحبابكم
وقد أظلمت الدنيا علىَ بسحابة سوداء قبل سحابة الموت سحابة الفقدان والإهمال والبعاد
أنتم لا تعرفون معني ثقافة الوقت ولا تحسبوها جيدا
( كان بإمكانكم ان تعبروا عن حبكم لمن تحبون فالموت لا يستأذن
والقبور لم يكن مكتوب عليها ( للكبار – – فقط ) فالموت يأتي دون إستئذان ويسرق منا أغلي الأحباب
صدقوني أحبابي أنا لم أمت اليوم كما يبدو المشهد أمامكم
لا والله فأنا بالفعل قد مت من يوم بعادكم عني وإفتقادي لكم وتجاهلكم وإهمالكم لوجودي
من فضلكم إمسحوا دموعكم على فقدانكم ليََ بعد موتي
لإنها دموع كاذبة كدموع التماسيح التي تذرف دون توقف وبلا أسباب
لم أصدق نفسي وأنا أستمع لصراخ وبكاء ونحيب المعزيين في جنازتي حزناََ على فراقي
فقد تركت لكم الحياة لتهنأوا بها بدون
ليتكم تشعرون بما أشعر به الآن من سعاده بلقاء ربي – – إنني أشعر بسعادة تغمرني وتجعلني أهنأ بمقابلة من سبقوني وأنا بين يدي الرحمن الرحيم
وبإذن الله سوف أكون في مكان أفضل مما كنت فيه في الدنيا
فأنا أراني في موكب ملائكي يحتفي بي الملائكه في رحلتي إلى السماء انه مشهد اكثر من رائع
وأشعر برضاء ربي عليََ فدائماََ ما كنت أقوم بكل عمل يقربني إلي الكريم الرحيم
وأبتعد عن كل عمل يغضب الله
ودائماََ ما كنت أسمع هاتفاََ يهتفني بهذه الآية الجميلة
[ ولسوف يعطيك ربك فترضي ]
وانا الآن في قمة الرضا و الحمد لله
اللهم أصلح لي آخرتي التي فيها معادي
واللهم إجعل الموت راحة لنا من كل شر
استودعكم الله وحتى أراكم – – أرجو ان تسامحوني وتغفروا لي إن كنت أخطأت في حق أحدا منكم يا من أحببتكم في الله
كاتبتكم التي أحبتكم دائماََ في الله تعالي
{ زينب محمد عجلان }