الدكرورى يكتب عن / معلما دينيا تهفو إليه قلوب اليهود

الدكرورى يكتب عن / معلما دينيا تهفو إليه قلوب اليهود
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتاب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، فقيل إن حائط البراق في الاعتقاد اليهودي بأنه يعتبر هذا الجدار رمزا وطنيا في الاعتقاد اليهودي، ومعلما دينيا تهفو إليه قلوب اليهود من كل مكان لإقامة شعائر فيه، وتأدية الصلوات، فهو باعتقادهم ما بقي من هيكل نبى الله سليمان المهدوم، ولذلك فهم وفق شرائعهم حرم عليهم دخول الحرم القدسي.
إلا أنه يجوز لهم البقاء عند حائط البراق والساحة المقابلة له، وكانت أول إشارة إلى هذا المصلى في كتاب أحد الرحالة اليهود، واسمه بنيامين من توديلا حيث ذكر وجود مصلى مقابل قبة الصخرة سماه الحائط الغربي، ولقد حرص اليهود عبر مراحل التاريخ المختلفة على تقديس هذا المكان، ومحاولة بيان أحقيتهم فيه، وعلى الرغم من أن سلطات الدولة العثمانية سمحت لهم بإقامة بعض الشعائر عنده، إلا أنها منعتهم من وضع الكراسي فيه لاتخاذه وكأنه مصلى لهم، وحاول بعض اليهود شراء هذا المكان كما حصل مع اليهودي الفرنسي روتشيلد ولكن دون جدوى، حتى تمكنوا أخيرا وتحديدا في سنة ألف تسعمائة وسبعة وستون ميلادى من احتلال الحرم القدسي الشريف بما فيه حائط البراق، حيث أصبح منذ ذلك الوقت مرتعا لهم لإقامة شعائرهم.
والبكاء على هيكل لم يكن موجودا أصلا في التاريخ، وتبدأ أحداث رحلة الاسراء كما يرويها صاحبها صلى الله عليه وسلم، بقدوم ثلاثة من الملائكة الكرام، بينهم جبريل وميكائيل، فجعلوا جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم لظهره مستقبلا الأرض وهو نائم ثم شقوا بطنه، فغسلوا ما كان به من غل بماء زمزم، ثم ملؤوا قلبه إيمان وحكمه، ثم عرض عليه لبن وخمر، فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن فشربه، فبشره جبريل عليه السلام بالفطره، ثم أركبه جبريل عليه السلام البراق وانطلق به إلى المسجد الأقصى فأنزله طيبه، فصلى بها، وأخبره ما يكون من هجرته إليها، ثم أنزله طور سيناء، حيث كلم الله تعالى نبيه موسى عليه السلام، فصلى به، ثم أنزله بيت لحم مولد نبى الله عيسى عليه السلام، فصلى فيها، ثم دنا إلى بيت المقدس.
فأنزله باب المسجد وربط البراق بالحلقه التى كان يربط بها الأنبياء من قبل، ثم دخل المسجد ليلتقي أنبياء الله المبعوثين قبله، فسلموا عليه صلى الله عليه وسلم وصلى بهم ركعتين، ونعرف جيدا أن الصلاة عماد الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وأن لها مكانتها وأهميتها البالغة في ديننا، ففيها اتصال وتواصل بين العبد وخالقه، ومما زادها تشريفا وتعظيما أنها الركن الوحيد من أركان الإسلام والعبادة والفريضة الوحيدة التي فرضت ليلة الإسراء والمعراج، فقد جاءتنا فريضة الصلاة من الله في السماوات العلا مباشرة، فتميزت عن غيرها من العبادات الأخرى، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.