دعاء العوايشة والتنمية البشرية / ارسُم الغد بِيَدَيك

دعاء العوايشة والتنمية البشرية / ارسُم الغد بِيَدَيك
لو سألنا مثلًا، كيف أُنظم مهام حياتي وأولوياتي، أو ما الفرق ما بين الترتيب والتنظيم، أو ما هو التسلسل الاصلاحي الذي من خلاله أَصِلُ للتصالح مع الذات، وبالتالي أكتسب خاصية الإسفنجة ضد الضغوطات والظروف، أو أيضًا ما هي الخطوات التي تجعَلُني أُوقِفُ الفشل أو أمنعهُ من الحدوث وأُباغتهُ قبل أنْ يحدث؟
سأُجيب كما يأتي:
في البداية نستطيع القول إن الترتيب هو وضع الحاجات مع ما يناسبها ويشبهها وقتًا ونوعًا وضمنًا…بينما التنظيم هو أعلى من الترتيب ويكون عبارة عن تحديد المهام والمسؤوليات حيث المفاهيم والوقت والأهم فالأهم، فيأتي بدايةً التنظيم، وبعد التنظيم يأتي الترتيب، وهو المفاضلة ما بين المهام والمسؤوليات التي تم طرحها عند التنظيم للعمل أو للخطة، ويكون تبعًا لِأهميتها وتأثيرها على الشخص وحياته ومستقبله، وتتابع التنظيم ثم الترتيب يترك للشخص المسؤول المُكَلَّف فرصة كي يسيطر على حياته ويصل لنقطة الموازنة التي تحميه من الشتات والانحدار السلبي، أو من الارتقاء الذي يقود للاصطدام المفاجئ.
يتبعه الإيقان بفكرة السعي من حيث إن المُكَلَّف المسؤول لم يعدم الوسيلة، والتوفيق يكون من الله وليس من العبد…وهذه النقاط بتسلسلها [١_تنظيم الخطة، ٢_ترتيب أولوياتها وأهمياتها، ٣_الموازنة ما بين اليمين واليسار، والخير والشر، والسيء والجيد، وكل متضادَّين وعيًا وإدراكًا وتطبيقًا، ٤_السعي وأنْ نفهم إنّهُ النقطة المطلوبة لو انعدم كل شيء وأُبطِلَ كل شيء، ٥_الوصول للرضى والقناعة التامة عن الأحوال والأشياء والظروف والمستوى الذي تم بلوغه مهما كان هو المُراد أو غير المُراد] وهذه النقاط الخمس وعيًا وتطبيقًا هي ما يقود المرء للرضى الذي يحمل صاحبه للاتفاق مع الذات على الصحيح والخاطئ، والسلب والإيجاب، والسعادة والحزن. وبذلك يستقر من شتى النواحي، ماديًّا ونفسيًا وروحيًا وصحيًا وعاطفيًا وفكريًا وذاتيًا.
دعاء العوايشة
أَوراق مطويّة