اشعار

بقلم الدكتوره ناديه حلمي
أنا أُنثى حين عشقتُك نسيتُ زيفَ شِعاراتِى، وحين رأيتُك بِلا موعِد تحولتُ إلى قمرٍ يسبح فِى مداراتِه… ويوم لِقائُك لا أعلم بِأفعالِى، قد ثُرتُ لِبُركانٍ يثُورُ لِيخمد فِى إنشِطاراتِى، وعِند غيابُك أنزِف غيماً يدُورُ فِى سحاباتِى
أعيشُ عذاباً لِحُبِى لك وصمتك عنِى وسُكاتِى، وأكتُب شِعراً موزُوناً بِه وصفاً لِحالاتِى، وأُلقِى كلاماً كى يصل لِأسماعُك… وأبحث عن مغزى الحرفِ والكلِمة لاهِثةً بين جحيمِ أبياتِى، وأحمل نفسِى أحياناً لا دوماً بعيداً عن حماقاتِى
أُريدُك لِى بِلا شرطٍ، ألا تفهم؟ وأبغى أسيرُ فِى مساراتُك، وأرحل نحوُك لِأُعارِك أُخرى تركُن فِى زواياكَ، وأقطُن صوبُك بِلا أدنى خِياراتٍ… أُفكِر فِيك طُول الوقتِ ومِن عقلِى تقتاتُ، فهل تذكُر عُنوانُى وملامِح وجهِى وإذعانِى؟
ورُغم سفرك، مازال فِى الأعماقِ نبضاً لا يحيد، أشعُر بِوجهُك فِى كُلِ شئ يستدِير، وأبنِى حولُك قِصص الأمِير والسنِدِريلا، وأنا أُهيم… وحكيتُ قِصصاً فِى الخيال لِأشياء مِنك لِكُلِ عابِرٍ سبِيل، قد قُلتَ فِيها أنِى أمِيرة أزداد شِمُوخاً لِحُبُه لِى، وزعمتُ أنِى ها قد وجدُتُه يلتفُ حولِى لِيستمِيل
ولقد قرأتُ وقتاً طوِيلاً فِى أدبِ العاشِقِين، أدركتُ فجأة أنِى أخشى مِن لِقاءِ العيُون، فرويتُ شِعراً لعلِى أنجح فِى إجتذابُك، وأستهِين… لكِن هرُبتُ وكُلِى رعشة مِن ثُقبِ بابُك على عُجالة حينَ إلتقيتُك على حِينِ خلسة، تسمّرتُ وقتاً لا يسِيراً بِغيرِ بدءٍ لا يُعِين، وسألتُ حالِى أينَ السبِيل؟
تنبهتُ أنِى أدمنتُ حُبُك فِى يقِين، لكِن تنهدتُ بُرهة لِحُزنِ صامِت يستجِير، نزِلت دِمُوعِى فِى صلابة شوقاً إليكَ وأنا أُنادِى، وأستكِين… لا شئ بعدُك يملأ فراغِى سِوى وجه جامِد لا يلِين، فضعُفتُ نحوُك مُتعثِرة لِسُوءِ فهمِى كالأسِير، لكِن أفقتُ من وهمِى نحُوُك، ورفعتُ رأسِى كالنخِيل
ولِكم نظرتُ دوماً إليه كأُنثى أغراها الفِتُون بِلا أى نُضجٍ، ولِكم حلُمتُ بِتشابُك يداه مع يداىّ فِى تضّرُع… أُهذِى أمامُه بأى شئ مِن دُونِ وعىٍ، أقف جِوارُه فأنسى نُطقِى، وبقيتُ كالتِمثالِ أمام مِنه وكُلِى خضعٌ
وحين إلتقيته قد عِشتُ دُنيا غير دُنياىّ إليه، ونسيتُ ذاتِى عائِدة لِمثلِ أيامِ الطِفُولة، ألهو وألعب على كفِ يدُه بِلا تعقُل… وتركتُ له رِسالة حارة خطّيتُ فيها أنِى أُحِبُه وأُريدُه يأتِى، فأحِمّر وجهِى بِلا تصّنُع
وأذُوبُ عِشقاً لِأى هفوة تأتِينِى مِنه، ولقد كرِهتُ أنا التحدِى لِهرُوبِى مِنه ثُمّ رمىّ أمام مِنه بِلا تفّكُر، فتراجعتُ خلفِى… وركضتُ خلفُه بِلا أى فِهم كى يبقى صوبِى، ورأيتُ كُلَ نِقاطِ ضعفِى، فسقطتُ كُلِى بِلا تمنُع
وظننتُ أنكّ خُنتَ نفسِى حِين إلتقيتُكَ مِن غيرِ موعِد، فرأيتُ أُخرى معك وإرتبكَ صوتُك، تجاهلتُ غيرتِى، ورحلتُ وحدِى ومعىّ شأنِى… تهتزُ صورتك أمام عيُونِى يومَ فضحتُك بِكُلِ وضحٍ، فلقد وجدتُها تتأبط ذِراعُك مِن دُونِ خشىٍ
هل خُنتَ عهدِى؟ مزقت حِبال الودِ بينِى وبينُك وإنتهى أمرِى؟ أم الذنبُ ذنبِى؟ قد كُنتّ أمنِى فِى الحياة والآن خوفِى، وسألتُ حالِى لِما التمنِى؟… وغبتُ عن وعىّ دقِيقة بِلا أى نُطقٍ، أغمضتُ عينِى وقتاً طويلاً كى أُشاهِد سِنينَ عُمرِى تقتاتُ مِنِى
أينَ الحقِيقة بِلا مفرٍ فِى وجهِ من باع حِبالَ الوِد بِنا بِدُونِ فِكرٍ؟ فلقد عرفتُ الحُبَ ألماً لِمن غدر بِى وإحتل قلبِى بِلا تدبُر، فطفقتُ أبكِى وبقيتُ وحدِى… أفنيتُ عُمرِى فِى حُبِى له مِن دُونِ ثمنٍ، والآن أسأل لِما الخِيانة طالتنِى عبثاً وعصفت بِوجدِى
ورُغم إنهيارِى أمام حُبُك، أعيشُ إنعدامِى، تهيأتُ فجأة بِأنِى أُنثى تقسُو جمالاً حين تعبُر من أمامِى… تمردتُ بُرهة لِعدمِ إتِزانِى يوم إلتقتك عيُونِى فِى أذكارِى، لا أخجل من ضعفِى أمامُك، أعترفُ بِأنِى أكتُب إليكَ أشعارِى
أشعُر وِحدة بغيرِ مِنك بِلا قيدٍ وقُضبانٍ، أغفُو يسيراً فتأتِى إلىّ فى أحلامِى، تلمس كفِى فيطيرُ النومُ من عينى… أقتاتُ خلسة فُتاتاً من أخبارُك، فأحسُ الراحة لوحدتُك وعُزلتُك عن بنِى جِنسِى والمرأة، فتبرُد كُل نيرانِى
ما حيلتِى أنا المُكبلة فى هواك المُغرمة لِأمر حُبُك، تسكُن فى أعماقِى، أمضِى إليك بِكُلِ ضعفٍ بِلا تمرُد فى أشواقِى… أنا الفرِيدة المُتعثِرة فى هواها كمِثلِ طِفلة تحبُو سقُوطاً حتى تخطُو فى ثباتٍ لِإستكمِل معكَ مِشوارِى
حين إلتقيتُك ما عاد نبضِى صامِتاً بِلا إندِفاع، قد ضاع صوتِى مُتهدِجاً فِى إنقِطاع، أذكُر تفاصيلاً صغِيرة حُفِرت فِى ذِهنِى يوم رأيتُك على عُجال… إرتعش جسدِى بِلا توقُف أو إرتِياح، وسمعتُ فيروز لِأجلُك، وحفظتُ مِنها كلِماتِ لحن شبهُ مِنك فِى إنبِطاح، وأُغشى علىّ مِن فرطِ حُبُك حتى الصِياح
أُحبُ فرحُك، تفاصِيلُ وجهُك وكُل شئ فِيه مِنك بِلا إهتِداء، ففقدتُ ذاتِى بِكُلِ شغفٍ، ووضعتُ كفِى على جبينِى تفكير بِك طُوال وقتِى حتى النُعاس… ورسمتُ صورتك على وشمِ يدِى حتى نزفت بِلا إرتِجاع، أدركتُ أنِى أهيمُ فِيكَ غارِقة حتى الثُمال، تمنيتُ أنى أبقى جُوارُك، فوضعتُ خِطة لِإجتذابُك بِلا إتِضاح
ويوم إبتعدت عن طرِيقِى، شعرتُ أنِى فِى إنهِيار، قد خارَ جسدِى مِن ضِلُوعِى يشكُو الهِزال، تمردتُ فجأة على أى شئ فِى مُحال، فرميتُ كُتبِى وأشياء لِى بِلا إنتِفاع… وطفقتُ أرقُص أمام صورتُك بِلا هوادة أو إستِكانة حتى النُخاع، وحين إقتربنا صممتُ أنِى أكتُب كِتابِى لِمِكُوثِى صوبُك فِى نُكاح