اشعار

بقلم الدكتوره ناديه حلمي

أنا لم أُحِبُك قط بِقلبِىّ، بل طرتُ صوبُك بِعقلِىّ، أشعُر بُصوتُك فِى مسامِى مُتغلغِلاً، حاولتُ أرجع إلى الوراء لكِن سقطت كُلىّ… فعرفتُ أنك قد أسرت سمعىّ وبصرىّ، سلمتُ رُوحِى إلى يداك مُعانِقة

لا علِم لِى بِأسبابِ حُبُك سِوى يقِينِى بِأنِى صِرتُ هاوِية، أحسُ ذاتِى بِرفقتُك، أنسى جوارُك ما مضى مادُمتُ أحيا معك… وجدتُ فِيكَ سعادتِى، أرقُص أمامُك بِكُلِ وثقٍ هادِئة، أضحك لِأجلُك هامِسة

أُصارِحُكَ سِرِى مُنذُ تركتُك مازال كفِى مُعلقاً فِى أصبعُك، أشقى وأشقى بِغيرِ مِنك واهِنة، يزدادُ نبضِى فِى لِقائُك دافِئة… تظاهرتُ أنِى قد أبدُو أقوى فِى إبتعادُك ناضِجة، لكِن هرُبتُ إلى يداكَ مُسرِعة

 

قِف عن محاولاتُك لعلِى أغِير ثُمّ أسعى لِإجتذابُك بِكُلِ سِلاح، لا تنخدع بِجمالِ وجهِى، فأنِى كنِمرة شرِسة الطِباع… فالحُبُ ليس تبرُعاً مِن جانِبِى أو جانِبُك على المشاع، تماديتُ فترة لِلفتِ نظرُك لِكِنِى إنتبهتُ لِما يُحاك، لا تنتظِر مِنِى إقتِراب، عُد حيثُ جِئت أو غِب طويلاً بِلا إهتِمام، فإنِى جميلة فِى أى حال

تعودتَ كيف على إبتعادِى بِلا نِقاش؟ تأقلمتَ كيف على هِدُوئك بِرُغمِ إنفِجارِى بِلا سُكات؟ تعلمتُ كيف ألا تُنادِى بِلا كلام… لا تندفِع فِى إجتِذابِى مُستسلِمة لِجِنُونِ حُبُك كمِثلِ شاه، أنا القوِية الشامِخة واجهتُ أمرِى مُعنّفة بِلا إنهِزام، لا فرق عِندِى بين إقترابُك أو إنبهارُك، لِأنِى أملُك قلُوبَ الرِجال

قد قِيل لِى بِأن إختِلافِى هو مُفتاحُ قلبُك حد إحتِكام، أبعُد مسافة لِلفتِ إنتباهُك بِلا صِياح، فتعودُ خلفِى لاهِثاً بِلا إكتِتام… لكِن علُمتُ بِأنك ذكرٌ يهوى الجمال بِلا إحتِكام، تعشق نِساءاً لِإرضاءِ ذاتُك أو غرُورُك، فكم خُنتَ قبلِى أو عرِفت من فتاة؟ فإذهب تعالى بِقلبِ خاضِع حتى ألِين بِلا سُؤال

 

ولِكم نظرتُ دوماً إليه كأُنثى أغراها الفِتُون بِلا أى نُضجٍ، ولِكم حلُمتُ بِتشابُك يداه مع يداىّ فِى تضّرُع… أُهذِى أمامُه بأى شئ مِن دُونِ وعىٍ، أقف جِوارُه فأنسى نُطقِى، وبقيتُ كالتِمثالِ أمام مِنه وكُلِى خضعٌ

وحين إلتقيته قد عِشتُ دُنيا غير دُنياىّ إليه، ونسيتُ ذاتِى عائِدة لِمثلِ أيامِ الطِفُولة، ألهو وألعب على كفِ يدُه بِلا تعقُل… وتركتُ له رِسالة حارة خطّيتُ فيها أنِى أُحِبُه وأُريدُه يأتِى، فأحِمّر وجهِى بِلا تصّنُع

وأذُوبُ عِشقاً لِأى هفوة تأتِينِى مِنه، ولقد كرِهتُ أنا التحدِى لِهرُوبِى مِنه ثُمّ رمىّ أمام مِنه بِلا تفّكُر، فتراجعتُ خلفِى… وركضتُ خلفُه بِلا أى فِهم كى يبقى صوبِى، ورأيتُ كُلَ نِقاطِ ضعفِى، فسقطتُ كُلِى بِلا تمنُع

 

كيف يُمكن أن أستمِيل؟ إن الطرِيق لِعُمقِ قلبُه صعب، ورُغم أنى بِصعُوبة قد لا أمِيل، فلقد سقطتُ فى هواه مُرغمة بِلا أى قصد… فهل البِداية خاطِئة مِن دُونِ عُمق؟ وهل لا نِهاية لِحالتِى بِكُلِ يُسر؟ وهل إختيارِى بِلا تروِى أو أى فِهم؟ ففى إعتقادِى أنى أُعانِى من يومِ ما رأيتُه مِن دُونِ نهِى

فقصدتُ بابُه قارِعة بِكُلِ صبر، لكِن وجدتُه مُغلقاً بِكُلِ عُنف، لا حيلة لى سيدِى فيما إقترفت، إنى أعيشُ مُعذبة من يومِ ما عرفتُه وكُلِى رهق… لكِنِى أهوى مِن دُونِ حِيلة، أشعُر بِمرضٍ يرتابُ نفسِى قبل جسدِى لِشِعُورِ ذنب والحُبُ أعمى من دُونِ عقل، والحينَ أسأل، أمُتسرِعة فى هواه بغيرِ هدى؟

إنى لمستُه فصار الحُلم حُلم، وجلستُ صوبُه وكُلِى عِشق، وإرتعش جسدِى مِن دُونِ وقف، وضغطتُ نفسِى بِسببِ حُبُه لما إرتبكت… عنّفتُ حالِى حتى بكيت، فسكنتُ قلبُه مُتعمِقة حتى نُفّيت، وأخذتُ وقتاً فى إستيعابٍ أنى هويت، وطويتُ سِرِى فى الضِلُوعِ حتى إكتويت مِن دُونِ وعى

 

وحِين إعترفتَ لِى بِحُبُك، تسّمرتُ فجأة لا أقوى على الحرك، غرقتُ وحدِى مِن حُمرةِ الخجل، تهيأ لِى أن عقارِب الساعة تأخُذ كفِى وتُسافِر مع الزمن… فرقصتُ طلِيقة طُوال الليل كنشوة طِفلة إذا ما لعُبت بينَ رِخاتِ المطر، وهمستُ سجِينة بِأنِى أُريدُك لِى فِى وهن

أتكِئُ وحِيدة على شُرُفاتِ القمر، وهمّمتُ أُنادِى أقُولُ لِنفسِى آه لو جاء سأُلغِى تذكرة السفر، وسأمكُث صوبُه بِلا حرك، ولِسانُ حالِى لا يهدأ يشكُو الملل… وحِين سمُعتُ طرقاتٌ على البابِ، سافرتُ بعِيداً فِى حُلم، وهرعتُ سرِيعاً إلى المِرآة كى أبدُو جمِيلة فِى فتن

ولما إلتقينا خارت قُواى، عانقتُ كفِى مُرهقة، فإنِى كم أخشى الغرق، حذرتُ نفسِى مِن إندِفاعٍ لا يُغتفر، وجلستُ بِثوبٍ مُلفِتٍ لِلنظر… أنظُر يمِيناً ثُمّ يساراً أمام مِنك بِلا هوادة أو كلل، ونظرتُ خلسة إلى عِيُونُك فِى سرق، تمنيتُ لحظة أن أطِير، أمكُث جِوارُكَ فِى سكن

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى