و أصبحت أراكِ و كأنني لا أراكِ أصبحت أرى ملامحي واضحة في مرآتي.. أراكِ في طرقات الحنين التي اعتدنا السير فيها معا و لا ينتفض قلبي و لا تزداد نبضاته ألف نبضة أخرى و لا تنبت في اللحظة ألف زهرة كالماء أنتِ لا لون لا مذاق لا رائحة لا معنى.. حتى ذاكرتي باتت بيضاء مرت سحائبكِ الرمادية من أفقها المغبرّ باتت السماء لون عيوني.. أراكِ و لا ترفّ جوانح روحي هياماً و لا تلمع عيوني لمعة شهاب وقت اللقاء و لا أروح بسكرة عشق لم أعد ذاك الدرويش المقيم عمراً لدى مقام قصيدتكِ المغرورة.. لا داع يا حبيبة الأمس و فارغة اليوم لوهمٍ مضى.. لا تسأليني أين ما كان بيننا من هوى سلي قلبكِ و الصقيع المتراكم على فمكِ الشهيّ بعيون الصمت سلي أكوام الرسائل في صندوق بريدكِ التّرب سلي مواسم الخريف المقيمة فوق ربى صدركِ سلي النسيان...