كيف أمحوكِ من ذاكرة المساء و ذاكرة الحنين و الأحلام.. كيف أمحوكِ بجرّة قلم و لحظة غضب و عيناكِ غائرتان في جسد القصائد وجهكِ يحتل جميع الوسائد عطركِ يستبدُّ بشهقاتي.. كيف أمحوكِ كيف أنسى ذاك النضال و عمراً أضعناه في جدال و لذّة البحث دون جدوى عن إجابة لذاك السؤال كيف يا من تتراءى للحظة يقيناً و سنوات خيال.. كيف أمحوكِ كيف تمحو المنافي يوماً حنيناً إلى الأوطان تُرى هل بات ماضياً بيننا كل ما كان هل صارت قصتنا كان؟ هل رحل إلى الأبد قوس قزح من سماء مدينتنا بات أفقنا كالماء لا لون من هنا أرى الجنة و النار يا راحلة يا سالبة من كوني جميع الألوان.. بعدكِ يخونني المطر تمضي السحب ترمقني بنظرة لهب يخونني السفر تتلاشى الطرقات يخونني الشتاء تخونني جميع الأشياء الآن أعود إلى نقطة الصفر لكن يرافقني الحنين في ثغرة الابتداء.. تخونني ذاكرتي يخونني قلبي يخونني الكبرياء و حتى النسيان يا سيدتي يخونني النسيان...