الأسرة و النشاط الاجتماعي .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد تتكون الأسرة من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والإقتصادية، وللأسرة حقوق مثل حق الصحة، وحق التعلم، وحق السكن أي الأمن كما للأسرة واجبات مثل نقل التراث واللغة عبر الأجيال، والوظيفة، ولقد كانت الأسرة قبل الإسلام مفتتة يشوبها الضعف والتمزق فلا رباط لها تقوم على التعسف والظلم.

فالكلمة والسطوة فيها كانت من نصيب الرجال فقط أو بمعنى أصح الذكور، وكانت المرأة أو البنت مظلومة ومهانة ومن أمثلة ذلك أنه لو مات الرجل وخلف زوجة كان يحق لولده من غيرها أن يتزوجها وأن يتحكم بها أو أن يمنعها من الزواج وكان الميراث من نصيب الذكور الرجال فقط وأما النساء أو الصغار فلا نصيب لهم، وكانت النظرة إلى المرأة أماً كانت أو بنتا أو أختا نظرة عار وخزي لأنها كانت يمكن أن تسبى فتجلب لأهلها الخزي والعار فلذلك كان الرجل يئد إبنته وهي طفلة رضيعة كما قال تعالى كما جاء في سوة النحل ” وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ” وعند الغرب اليوم يجد أسرا مفككة ومهلهلة.

فالوالدان لا يستطيعان أن يحكما على أولادهما لا فكريا ولا خلقيا فالابن يحق له أن يذهب أين شاء أو أن يفعل ما يشاء وكذلك البنت يحق لها أن تجلس مع من تشاء وأن تنام مع من تشاء بإسم الحرية وإعطاء الحقوق وبالتالي ما النتيجة ؟ أسر مفككة وأطفال ولدوا من غير زواج وآباء وأمهات لا راعي لهم ولا حسيب وكما قال بعض العقلاء إذا أردت أن تعرف حقيقة هؤلاء القوم فاذهب إلى السجون وإلى المستشفيات وإلى دور المسنين والعجزة، فالأبناء لا يعرفون آباءهم إلا في الأعياد والمناسبات ونسأل الله السلامة والتسليم، فالحمد لله على نعمة الاسلام، فإن المحقق المنصف يرى أن الأسرة محطمة عند غير المسلمين وحينما جاء الإسلام حرص أشد الحرص على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها. 

والمحافظة على تماسكها مع إعطاء كل فرد من الأسرة دورا مهما في حياته لأنها لبنة المجتمع وقوامه، ولقد أكد الإسلام على مبدء الزواج وتكوين الأسرة، وجعلها من أجل الأعمال ومن سنن المرسلين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” رواه البخاري ومسلم، ولقد عد القرآن الكريم من أعظم المنن والآيات ما خلقه الله من السكن والمودة والرحمة والأنس بين الرجل وزوجته، وأمر بتيسير الزواج وإعانة من يريد النكاح ليعف نفسه، كما قال صلى الله عليه وسلم “ثلاثة حق على الله عونهم” وذكر منهم “والناكح الذي يريد العفاف” رواه الترمذي، فالإسلام أكرم المرأة أما وبنتا وأختا، فأكرمها أم، فعن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال.

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أبوك ” رواه البخاري، وكما أكرمها بنت، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة” رواه ابن حبان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى