الزهرة العناق تكتب/ الصراحة راحة و الغموض حماية

الصراحة و الغموض وجهان لعملة واحدة.
الصراحة راحة وهي مرآة صافية لا غبار عليها، تعكس النوايا والمشاعر بكل صدق و شفافية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:ماذا لو اعتبرنا أن الغموض يحمل في طياته نفس القدر من الصدق؟
الغموض لا يهرب من الحقيقة بل يخفيها في ظلاله، كفنان يخفي مفاتيح لوحته غامضة ليترك للمشاهد فرصة التأمل و الاكتشاف.
أما الصراحة فهي تمنح للكلمات قوة مكشوفة، واضحة في معانيها.لكن علينا أن نتعلم بأن لا نجرح بصراحتنا الآخر و نقول أنا صريح أو لم أتعمد ذلك.
أما الغموض، فهو كالقمر في ليلة دامسة، لا يفصح إلا بما يريد أن يرى، يترك حس التشويق و الفضول يشتعل في النفوس رغبة في التنقيب عما وراء الظلال.
كل من الصراحة والغموض، يحتاجان إلى توازن دقيق.إلا أن الإفراط في الصراحة قد يترك الروح عارية بلا دفاع، و الإفراط في الغموض قد يخلق منعرجات ملتوية لا تخترقها العقول ولا القلوب.
أخيرا وليس آخرا ، كل منا يحتاج إلى الصراحة لبناء جسور الثقة، لكن أحيانا نحتاج إلى الغموض لنرسم حدود الحماية من الانهيار .