ما وراء الأقنعة .. الكاتبة/ الزهرة العناق

ربما لا تندمل الجراح، لكنها لن تسرق مني نور الابتسامة، تلك الابتسامة التي أغلف بها حزني، و أواجه بها كل الوجوه المزيفة التي أصادفها في حياتي.
كم مرة نظرت في أعينهم، ورأيت زيف الود يتسرب من بين كلماتهم، ومع ذلك، اخترت أن أبتسم، ليس ضعفا بل تحديا، و كأنني أقول لهم: “لا شيء سيكسرني، حتى لو كنت وحدي في معركة الصدق. أنا الأنثى الفولاذية الاستثنائية، خلقني ربي طاهرة نقية و طيبة الأصل.
ملكة نفسي، لا أهتم لصوت الخفافيش و لا ضجيج الطبول الفارغة. أحس بالمنافق و غدره، لكن أتغابى ليسقط في مخالب شيطانه. أنا هنا عنواني الإبداع و التميز “
أعلم أن خلف تلك الأقنعة وجوها لا تعرف النقاء، و قلوبا تتفنن في الخداع، لكنني أرفض أن أكون مرآة تعكس زيفهم، و أختار أن أكون شمعة تنير درب الحقيقة، مهما كثر الظلام من حولي. الابتسامة ليست مجرد شكل، بل هي إعلان عن روح تأبى الانكسار، ونفس تجدد عهدها بالثبات رغم كل ما يكمن خلف الستار.
سأظل أبتسم، ليس لأن الحياة سهلة، بل لأنني أدركت أن قوتي تكمن في أن أواجهها بوجه ناصع، بلا أقنعة، وبلا زيف، حتى وإن كان العالم من حولي ممتلئا بوجوه لا تعرف سوى الخداع.