يوميات النصر.. «16 أكتوبر 73» العالم يتوجه إلى القاهرة في انتظار خطاب النصر من السادات| وثائق

“جاءت مصر ثم جاء التاريخ”.. إنها حقيقة تاريخية ثابتة لا جدال فيها.. وإذا تصفحنا دفتر أمجاد الوطن سنجده زاخرًا بصفحات المجد والانتصار التي فرضت ذاتها على جبين التاريخ، فيها انتفض أبناء مصر فحطموا قيود الاحتلال، وأعلوا راية مصر فوق كل الرايات، تغلبوا على كافة التحديات وتحققت على أيديهم المعجزات، وخلص وجه الوطن حُرًا عزيزًا مُتطلعًا لمستقبل مشرق، لا صوت يعلو فيه فوق صوت المصريين وهم يهتفون “تحيا مصر”.
وإذ تحتفل مصر بالذكرى الحادية والخمسين لحرب أكتوبر المجيدة، الذي يمثل أعظم انتصار لمصر وجيشها الباسل وشعبها العظيم على امتداد العصور والأزمان، فإن “بوابة الأهرام” في إيمان منها بأهمية هذا الانتصار العظيم وضرورة ترسيخه في أجيال الشباب، فإنها توثق لحرب العزة والكرامة من خلال أرشيف صحيفة “الأهرام” في معايشة يومية، ننتقل فيها بين قرارات العبور وتضحيات الجنود، نرصد ما أحدثته الحرب من تغييرات شاملة على خارطة السياسة العالمية، وكيف استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة بتحطيم أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”.

لازلنا نطالع صفحات “المجد والانتصار” التي سطرها الشعب المصري جيشًا وحكومة في حرب أكتوبر المجيدة، وصدر عدد “الأهرام” يوم السادس عشر من أكتوبر 1973م، وكان المانشيت الرئيسي كالتالي:

ضربات جريئة لوحدات الكوماندوز المصرية وراء خطوط العدو

وتلا المانشيت مجموعة من العناوين الرئيسية:

ـ قتال بالمدرعات في القطاع الشمالي لجبهة سيناء بينما قواتنا تعزز قبضتها على المواقع التي حررتها في العمق

ـ الفريق أول أحمد إسماعيل يعلن: خسائرنا بالنسبة لخسائر العدو ١ إلى ٥ في الطيران و ١ إلى 3 في المدرعات

ـ عواصم العالم تؤكد: إسرائيل لم تستطع أن تنال من القدرة الأساسية للجيش السوري

ـ العالم كله ينتظر خطاب السادات اليوم في الجلسة الطارئة لمجلس الشعب

واشنطن تهدد بالتدخل لضمان سلامة إسرائيل وموسكو تلتزم بمساعدة العرب بكل الوسائل لتحرير أراضيهم.

وفي التفاصيل: وجهت قوات الكوماندوز المصرية عدة ضربات قوية وجريئة للعدو، كانت أبرزها عملية إنزال على موقع إسرائيلي حصين وراء الخطوط الإسرائيلية .

وقد فاجأت قوات الكوماندوز جنود العدو داخل الموقع واشتبكت معهم في قتال عنيف وأنزلت بالموقع خسائر عالية في الأفراد والمعدات، وعادت القوة المصرية إلى مواقعها الأصلية بعد أن أدت مهمتها بإصابات محدودة في الأفراد.

ومن ناحية أخرى، قامت القوات المصرية أمس في القطاعين الأوسط والجنوبي من جبهة القتال بتعزيز قبضتها على المواقع التي حررتها من العدو في الهجوم الشامل في اليوم السابق، بينما قامت القوات المصرية في القطاع الشمالي بهجوم بالمدرعات على مواقع العدو وأنزلت به خسائر كبيرة في الدبابات والمدرعات .

وقد وجه الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية كلمة في اليوم العاشر للقتال – هنأ فيها جميع أفراد القوات المسلحة بالانتصارات التي حققوها على مدى الأيام العشرة .

وأعلن القائد العام في كلمته أن خسائر العدو بلغت خمسة أضعاف خسائرنا في المطيران، وثلاثة أضعاف خسائرنا في الدبابات والمدرعات .

وتحت عنوان الرئيس حافظ الأسد يعلن:

قواتنا تطارد العدو في الجولان بعد أن ردت هجومه المضاد

وفي التفاصيل، رصدت الأهرام أوضاع الجبهة السورية، حيث نجحت القوات السورية في صد الهجوم الذي شنته قوات العدو في القطاع الشمالي من الجبهة .

وأعلن الرئيس السوري حافظ الأسد في إذاعة وجهها إلى الشعب السوري، أن القوات السورية تطارد الآن قوات العدو بعد أن أجبرتها على التراجع خلف خطوط القتال وقال الرئيس السوري أن القوات السورية تمكنت من تحرير ساحات كبيرة من الأرض الممثلة في القطاعين الأوسط والجنوبي، وأن تسمياتها تقصف الآن تجمعات العدو ومواقعه في سهل الحولة وشمال البرية.

ونأتي إلى الخبر الأبرز الذي تصدر الصفحة الأولى بشأن الخطاب التاريخي الذي سيلقيه الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب، حيث نطالع هذا العنوان:

العالم في انتظار خطاب الرئيس.. السادات يوجه حديثه ظهر اليوم من مجلس الشعب

وفي التفاصيل:

تتجه الأمة العربية كلها والعالم باهتمام بالغ إلى الخطاب الذي يلقيه الرئيس أنور السادات ظهر اليوم في الاجتماع غير العادي الذي دعا إليه مجلس الشعب، والذي يحضره أعضاء اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، وهذا هو أول حديث الرئيس إلى الأمة منذ بداية القتال مع العدو الإسرائيلي يوم السبت ٦ أكتوبر، كما أنها أول مرة منذ هذا التاريخ الذي يحضر فيه الرئيس اجتماعًا سياسيًا.

وسيذاع الخطاب على الهواء مباشرة من محطات الإذاعة والتليفزيون، وتذاع له ترجمة فورية باللغة الانجليزية من التليفزيون على القناة رقم 9، وكان آخر حديث للرئيس هو الذي وجهه إلى الأمة يوم الجمعة ٢٨ سبتمبر الماضي في الاحتفال بالذكرى الثالثة لرحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى